»نشرت فى : »بواسطة : »ليست هناك تعليقات

فى شقة الهرم كامل ... قصة رعب حقيقية حدثت معى... من مذكرات تامر عطوة


اليوم الاربعاء فى احدى ليالى نوفمبر البارده  عام 1997وقد استسلمت للنوم مبكرا - على غير العادة- فى شقتى التى استأجرتها
  حديثا وكانت المرة الاولى التى انام فيها قبل اذان الفجر فقد كنت متعبا ومرهقا بعد يوم طويل شاق فى عملى المتواضع
جرس التليفون الارضى يرن فى الغرفة المجاورة لغرفة نومى اسمعه بعيدا فى احلامى وامزجه تلقائيا مع احداث نومى
فانا احب النوم واحترمه ليس لكسل منى فانا مشهور بالنشاط والاصرار ولكن النوم عندى له سحر خاص جدا
الجرس يدق باصرار غريب وانا غير قادر على القيام من فراشى الدافئ لارد عليه
من عساه يتصل بى فى هذه الساعة المتأخرة ؟اتكون أمى هى من يتصل؟ احدث مكروه ما لاحد؟ كل هذه الافكار ظلت تدور فى بالى وانا فى الحالة المتوسطة بين النوم واليقظة
انهض متكاسلا واتمنى ان يكف المتصل عن اصراره فانا اريد اكمال نومى اللذيذ
وصلت للغرفة الاخرى وقبل ان امسك سماعه الهاتف توقف عن الرنين وطبعا لم تكن خدمة اظهار الرقم متوفرة كما الان
وقفت فى الظلام انظر بحيرة وتساءلت بين وبين نفسى هل كان المفروض ان اسرع اكثر من هذا للرد لعله تليفون مهم او طارئ
وطبعا كنت مازلت ناعسا فقررت الرجوع للسرير الدافئ لان الجو باردا بدرجة عجيبة خصوصا وان الشقة شبه خالية من الاثاث لاننى كما قلت لكم استأجرتها حديثا لاستقل بحياتى بعيدا عن اهلى
تراجعت لغرفتى وانا اسير فى الظلام متناسيا امر الهاتف المزعج
نسيت ان اصف لكم الشقة فهى شقة واسعة ذات ثلاث غرف وصالة استأجرتها وقتها بمبلغ 300 جنيه وهو مبلغ كبير بالنسبة لهذه الايام  وغرف الشقة كبيرة عدا غرفة هيى التى اخترتها لتكون غرفة نومى فهى صغيرة - محندقة- حتى لا اشعر بالبرد فيها
وفجأه.............................................. سمعت صوتا غامضا يأتى من البلكونة المغلقة
صوت ضعيف لكنه واضح يوجد شخص ما فى البلكونة يحاول فتحها من الخارج وخصوصا اننى اسكن الدرو الثانى اول
تجمدت فى مكانى وشعرت بخوف وقلق ونظرت عبر الظلام لشيش البلكونة المغلق باحكام ومن خلفه الباب الزجاجى المغلق ايضا
والصوت مازال مستمر .......... يوجد شخص ما يحاول الدخول
اضأءت النور وتمنيت ان يعرف المتسلل اننى موجود فى المنزل ويهرب قبل ان اواجهه
سكت الصوت بعد اضاءة النور ................ انتظرت لدقائق  لاطمئن بان الزائر الغير مرغوب فيه قد رحل
تقدمت من البلكونة واحدثت اكبر ضوضاء ممكنه وانا افتحها حتى اعطيه الفرصة فى الهروب
لا تتهمونى بالجبن فأنا وحيد فى الشقة الشبه خالية وجديد فى المنطقة كلها ولا اعرف ما يحدث فيها وانها المرة الاولى التى انام فيها مبكرا منذ عده اشهر
وكانت الساعة حوالى الثانية والنصف صباحا
وعندما فتحت البلكونة لم اجد احدا ونظرت للشارع لم اجد مخلوقا فى هذه الساعة المتأخرة خصوصا والجو بارد جدا
اعدت غلق البلكونة مرة اخرى وغادرت الغرفة كلها ومشيت الى اخر الشقة حيث غرفتى الصغيرة لاواصل نومى
واطفأت النور لاننى لا احب الضوء ابدا فى نومى ولكننى تركت نور الصالة لاحدث بعض الالفة
وعدت لسريرى الحبيب المواجه لباب الغرفة وتركت الباب مفتوحا
وحاولت النوم مجددا وبعد فترة ثقلت اجفانى رغما عنى ورحت فى  النوم
وفجأه دق جرس الهاتف مرة اخرى محدثا صوتا مفزعا ومنبها لى
فتحت عينى مرة اخرى
ونظرت للصالة المضاءة عبر باب غرفتى وشعرت بريح بارده جدا تهز كيانى مع صرخات جرس الهاتف
وفيما كنت اقوم لارد على الهاتف المزعج ومررت بالصالة
وجدت ان البلكونة مفتوحة على مصراعيها ولا اعرف كيف حدث ذلك  ومن بابها المفتوح تدخل عاصفة بارده جعلتنى اتجمد من البروده والرعب
من فتح باب البلكونة؟؟؟؟؟؟؟ وكيف لم اشعر به؟؟ وهل هو الان موجود معى فى الشقة؟؟
تجمدت واحسست اننى عارى تماما فى مهب الريح البارده
وفى الوقت نفسه سكت الهاتف عن الرنين المتواصل ليسود صمت ثقيل له رائحة البرد والخوف ذاته
تراجعت بظهرى لغرفتى وقفزت على السرير ولففت نفسى بالغطاء الثقيل وانا انتفض بذعر لم اعرفه قبل ذلك
ومن خلال الصمت سمعت صوت اقدام تمشى من البلكونة   الى الصالة الى غرفتى الصغيرة
اقدام حافية  تمشى بمنتهى الثقة - تمشى ببطء وتتجه ناحية الغرفة التى ارتجف فيها تحت الغطاء
لم اجرؤ ابدا على النظر لصاحب هذه الاقدام
فقط رأيت قدما نسائية مشوهة حافية تتجه ببطء واصرار ناحية السرير
 كنت قد استاجرت الشقة من شخص يدعى جابر وهو رجل كهل واب لثلاث شباب تقريبا فى مثل عمرى وقد تعرفت عليه عن طريق سمسار عقارات فى شارع الهرم - ذهبت لبيته الكائن فى نهاية شارع فيصل وهو بيت كبير مريح  وكنت قد شاهدت الشقة مسبقا مع السمسار دون الحاج جابر نفسه وعندما وافت مبدئيا عليها وسألت عن التفاصيل قال لى السمسار لا تقلق فالحاج جابر رجل عملى وكريم ولن يمانع فى اى تفاصيل تطلبها منه - ولاحظت ان الشقة مهجورة منذ زمن بعيد فالاثاث الموجود بها مغطى بالكامل ويعلوه طبقة كثيفة من الاتربة فيما يعنى انها مغلقة منذ زمن بعيد وعندما سألت السمسار جاوبنى بانه لا يعرف  الرجل الا من زمن قريب عندما قال له الابن الاكبر للحاج جابر ان الشقة مطروحة للايجار  ولم ابالى وقتها بمعرفة السبب فقد يكون الرجل عائد من سفر قريب وعرفت ايضا بالصدفة ان العمارة عبارة عن منزل عائلة واحده وان صاحبة العمارة  والتى تقطن الدور الاول هيى حماته وجده اولاده من الام
وعندما نزلت مع السمسار قابلت هذه الجده وكانت متحفظة لا تنظر ابدا الى وجه المتحدث لها - كانت سيده بيضاء تحمل جمالا غابرا وتتشح دائما بالسواد وكانت لا تتكلم الا فيما ندر - وعرفت ايضا ان ابنائها الرجال يسكنون فى الطوابق التى تلى الطابق الكائن به الشقة وقد ازعجنى ان اتواجد فى بيت عيلة كما يقولون - ولكنى تناسيت هذه التفصيلة نظرا لان الشقة لقطة وايجارها مناسب لى
وذهبت مع السمسار للحاج جابر فى بيته البعيد عن المنطقة التى بها الشقة فالشقة كانت فى اول شارع الهرم وبيت الرجل كائن فى المريوطية وهيى مسافة بعيده جدا - دخلت لبيت الرجل ولاحظت انه على قدر من التدين والوقار ووافق بسهولى على عمل عقد لمده خمس سنوات بدون شروط تأمينيه قاسية كما - ومضيت معه عقد الايجار بمنتهى الارتياح وسلمنى مفتاح الشقة ومفتاح باب العمارة- وعندما هممت بالخروج من عنده استوقفنى قائلا- يا ساتاذ تامر انصحك بالاقتصار عن الجيران وخصوصا حماتى التى تسكن فى اول دور حيث اننى على خلافات مع الحاجة صاحبة العقار لانها - التى هيى حماته- بسبب خلافات عائلية قديمة بينى وبينها - تشاءمت من كلامه للحظات حيث اننى اكره وجودى فى وسط متوتر خصوصا عندما يكون التوتر عائلى ولكنى استخففت بكلامه فى سرى فانا اصلا لا احب الاختلاط مع الجيران واعتز جدا بخصوصيتى- 
ودعت السمسار ورجعت لشقتى الجديدة سعيدا بالانجاز الجهنمى وبالعقد اللقطة للشقة واستعنت بامراه البواب فى العمارة المقابلة لتنظف لى الشقة من الاتربة وذهبت من فورى لانقل متعلقاتى الشخصية للشقة وانا فى منتهى السعاده لهذا الانجاز
ومرت الشهور وانا اسكن فى هذه الشقة وكان لى طقوسى وقتها 
كنت اعود من عملى فى حوالى التاسعة مساءا وقبل دخول البيت اعرج على نادى الفيديو القريب والذى ضربت فيه صداقة مع صاحبه ليزودنى بالافلام الاجنبية التى اعشقها وكنت زبونا مميزا عند هذا الرجل 
ثم امر على اى مطعم قريب لاشترى عشاءا كيفما اتفق وبالتالى ادخل البيت على الساعة العاشرة والنصف لانعم بحمام سريع ثم اجلس لاتناول عشائى واقوم بتشغيل جهاز الفيديو وقتها لاتابع بشغف الافلام التى استأجرتها وانا اشرب الشاى وادخن الشيشة اما م التليفزيون حتى اذان الفجر وكنت قد تعودت ان انام بعد الفجر بساعة او اقل حسب رغبتى للسهر او للنوم
وكنت الاحظ اشياءا غريبة تحدث لى فى هذه الشقة ولكنى لم ابالى باعتبارها صدف او تفاصيل غير مهمة ناتجة عن شرودى او عدم تركيزى
ولكنى تذكرت بشده هذه الملاحظات فيما بعد
من هذه الملاحظات اننى كنت عندما ادخل للمطبخ اجد نفسى فى الحمام او العكس 
كذلك كنت اشعر بقشعريرة غريبة عندما امر فى الممر الواصل بين الصالة وبين الحمام والمطبخ
كذلك كنت اشعر باستمرار ان هناك من يجلس معى فى المكان لدرجة اننى كنت اشعر به جالسا معى يتابع معى افلام الفيديو
وكذلك - وهذا عجيب جدا - كان ذوقى يتغير فى انتقاء الافلام فاصبحت استأجر الافلام العربية والمسرحيات على غير عادتى
وكنت اتابعها بمنتهى الشرود والصمت ولا يقطع هذا الصمت الا عندما اتحدث فى الهاتف الارضى مع احد اصدقائى او استضيف  زائرا من اصدقائى او من اهلى
واكان كل من يزورنى يقول لى جملة غريبة
الشقة دى فيها حاجة مش طبيعية يا تامر"
وكنت لا اعير لهذا اى انتباه من جانبى فالشقة واسعة ورطبة يجرى فيها الهواء بمنتهى النعومة
الى ان جاء يوم تأخر عندى صديقى العتيد خالد والذى هو اعز اصدقائى كما كان شريكى فى عملى التجارى الضعيف
وهو رجل من برج العقرب يملك احساس التاجر العملى وكان لا يتحدث معى الا فى شئون المكسب والخسارة وما الى ذلك من تفاصيل العمل لدرجة اننى كنت اطالبه بالكف عن الكلام فى العمل طوال الوقت 
فكان ينظر لى باستغراب ويقول 
يعنى هو فيه ايه اهم من الشغل نتكلم فيه يا طوط- كان ينادينى دائما بهذا الاسم 
وكنت ومازلت احبه واعتبره اخى الاكبر المختلف عنى نهائيا فى السلوك والشخصية
استغرق خالد فى النوم  على الكنبة وهو يشاهد معى احدى المسرحيات ولم انتبه الى نومه الا عندما علا صوت شخيره
نظرت ناحيته وابتسمت فى اشفاق وقمت من فورى بتغطيته  ووضع وساده صغيرة تحت راسه
ورجعت لمتابعة  المسرحية بشرود وانا ادخن الشيشة الى ان جاءنى النوم انا الاخر فقمت واطفأت النور وتوجهت لغرفتى الصغيرة حيث تعودت طوال حياتى ان اقرأ قليلا قبل النوم بواسطة اباجورة صغيرة بجانب السرير حتى تغمض عينى ويفلت الكتاب من يدى فهذه عادتى منذ زمن بعيد
وفى هذه الليلة بالذات حدث شيئا غريبا جدا ---- بينما انا مستمر فى القراءة ولا يوجد ضوء فى الشقة كلها الا من الاباجورة  وصديقى خالد يغط فى نومه وصوت شخيره العالى يسلينى تذبذب ضوء الاباجورة بجانبى وانقطع صوت شخير صديقى العزيز فانتبهت لاسمع همهمة واصوات محادثة من الصالة المظلمة --- صوت خالد صديقى يتحدث مع   مع   لا اعرف ولكنه صوت اخر شبه انثوى لكنه مكتوم بينما صوت صديقى واضح النبرات ولكنه بطئ الايقاع
اندهشت وضحكت وتصورت ان صديقى العزيز يحلم ولكن من اين يأتى الصوت الاخر ؟؟ هل يكون صديقى يتكلم بصوتين فى حلمه مثلا؟؟ ناديت عليه بهدوووووووووؤ          يا خالد انت يابنى بتحلم بايه ؟؟ يا خالد    يا خاااااااااااااااااالد
صمتت المحادثة بعد ندائى الاخير وعم الصمت الكامل المكان لا محادثة ولا شخير ولا اى شيء
معندما هممت بالقيام من فراشى لاطمئن على صديقى            فوجئت به واقفا على عتبة باب الغرفة 
صامتا         شبه مخدر لا يتحرك ولكنه ينظر لى بثبات وكان ظهره للحائط يسد بجسده مكان زر النور للغرفة
اقتربت منه بحيرة شديدة جدا وانا لا اعرف ماذا يحدث-------وخرج صوتى ضعيفا خافتا
واد يا خالد مالك واقف كده ليه؟؟؟؟ لا اجابة        خالد انت يابنى فيه ايه مالك مسهم وواقف زى الصنم؟؟؟    مازال ينظر لى ولا اجابة
مددت يدى وهززته برفق وحذر --------- وجدته يتحرك ناحية باب الشقة بهدووووووووووؤ ويمسك بيده حذائه والجاكت الجلد ويدير المفتاح ويفتح الباب ويقف على بسطة السلم المقابل لباب الشقة ويلبس حذائه وجاكتته بمنتهى الهدوووووووووووووؤ
ضحكت وارتبكت وانا لا ادرى ماذا جرى لصديقى العزيز وقلت له
استنى يابنى ولا بات معايا لحد الصبح الدنيا برد 
لم يرد على 
قلت له طيب استنى اما انزل معاك افتحلك باب العمارة لانه اكيد مقفول  ولبست بالطو على ملابس نومى ونزلت لافتح له وهو صامت كانه صنم وقد ظهرت على وجهه امارات غضب لا اعرف لماذا
خرج صديقى للشارع واتجه ناحية سيارته المركونة امام العمارة وذهب بلا اى تعليق
ظننت وقتها انه قد يكون شارب حاجة كده ولا كده خصوصا ان صديقى العزيز كان يدمن تدخين الحشيش وقتها
رجعت للشقة وعاودت النوم مستغربا جدا تصرفه فصديقى ابعد ما يكون عن الانسان الشارد او الصامت فهو صاخب متحرك لدرجة كانت تثير جنونى فى اوقات كثيرة وعندما اتصلت به فى اليوم التالى وجدته لا يتذكر اى شيء اصلا
ومرت الحادثة بسلام
نسيت ان اقول لكم ان روابط الصداقة والافة جمت بينى وبين صاحبة العقار ووجدتاه ام حنون وتحبنى بلا اى مقدمات وكانت تقدم لى اطباق من صنع يديها من وقت لاخر واحببت وجودها وكنت اهاديها باشياء كثير واطعمة كلما سمحت الظروف خاصة انها كانت تحب الفسيخ جدا وانا كنت احضره دائما من رحلاتى فى دمياط وكفر الشيخ
كذلك نسيت ان اخبركم عن بنت الجيران واسمها نجلاء وكانت تحبنى وتتبادل معى بعض الحديث كلما وجدتنى بشرفة غرفة نومى حيث كانت جارة لى فى العمارة المجاورة لعمارتى وكنت اتعامل معها بحرص شديد فلا انا ارفضها ولا اقبلها فهى لا تعجبنى تماما  كذلك لا يعجبنى اسرتها التى تتشاجر  من وقت لاخر مع احد الجيران وكنت زاهدا تماما فى ان يكون لى نصيب من هذا الشجار 
فانا اعذب واعيش وحدى بعيدا عن اهلى لذلك آثرت السلامة  حتى لا تطيخ امها بى او يتهور اخيها على وانا احب كرامتى جدا ولكن البنت مصرة على مصادقتى رغما عنى وكنت لا اعرف كيف انسحب منها لدرجة انها كانت تدق على شباكى كلما سنحت لها الفرصة وهذا كان يثير توترى لاقصى حد
طبعا انا اسف لهذه المقدمة الطويلة فكل الاشخاص الذين ذكرتهم فى هذه المقدمة كان لهم دور فى الاحداث الرهيبة التى حصلت فيما بعد
نعود للحظة المهولة----- نعود للرعب الذى كانت له مقدمات لم التفت لها ولم اعرها انتباهى 
انا متجمد تحت غطاءئى
شيئ ما يمشى بمنتهى الثقة يتحرك فى ظلام شقتى متوجها لى انا بالذات
شيئ لا يصدر الا صوت خطوات 
شيئ يمشى بقدمين حافيتين مشوهتين
لم اجرؤ على النظر لاعلى بل لم اقدر على فعل اى شيئ
توقفت القدمين بالقرب من سريرى
اشعر ان رأسى موصل باقطاب كهربية عنيفة اننى ارتجف ابكى بقهر وتجمد ولكن بدون دموع وبدون صوت
انزلق بظهرى نازلا للجانب الاخر من الفراش بدون اى اراده وكأن جسدى ملك لشخص آخر
امسك بالغطاء وكانه طوق النجاه لغريق لا يعرف السباحة
تميل رأسى رغما عنى لتلتصق بارض الغرفة 
ارى القدمين من اسفل الفراش  نعم نعم قدم نسائية ولكنها كبيرة منتفخة مازال يعلق بها اثار المونيكير ولكنها منتفخة قاسية كانها بالون مملوء بالماء اجز على اسنانى بغل اريد ان افقد الوعى اريد ان اموت ولكن    كان هذا ترفا لا املكه
كل ما املكه هو ان ارتعب وانتفض داخليا 
فجأه وبدون مقدمات بدات القدمات تقفز فى مكانهما مثل فتاه تنط الحبل
تقفز وتقفز وتقفز وهيى فى مكانها  تقفز باصرار تقفز بتصلب تقفز بهدوووووووؤ
وانا مذهول على وشك الجنون الصامت المليء بالصراخ المكتوم
ثم فجأه وبدون مقدما تقفذ قفذة عالية لتستقر على سريرى العريض  
اختفت الاقدام ولكنها فوق السرير تمارس القفذ بجنون 
اسمع صوت عوارض السرير الخشبية تئن تحت ثقل صاحبة الاقدام المنتفخة 
وانا مطروح بجانب الفراش تقريبا تحته اشاهد ملة السرير تتكسر بواقع الضغط والوزن الشيطانى القافز فوقها
تكسر اربع او خمس الواح من ملة السرير الخشبية محدثة صوت تكسير الخشب المعروف
لقد انفلق كل لوح على حده من المنتصف تقريبا وان لم ينفصل تماما 
وانا غارق فى الذهول والصمت اضع يدى بقوة على فمى واعض بجنون كف يدى حتى لا اصرخ
وكل ما توارد لذهنى فى هذه اللحظة ان اسكت كى لا تنتبه صاحبة الاقدام المشوهة لوجودى
ثم سمعت ذلك الصوت
فففففففففواااااااااااااااااااااااااااه ففففففففففففففواااااااااااااااااااااااااااااااااااه 
ومففففففففففففففففففففففففففففففففف فووووووووووووووووووووووووووووو
صوت يأتى مكتوما لكنه صريحا لانسان يتقطع او يذيح او يحترق او اى شيء شنيع ومهول
ثم قفزت على الارض مرة اخرى واتجهت بخطوات مسعورة 
خطوات شخص يجرى ويستغيث بالناس 
تجرى الاقدام خارجة من غرفتى الى الصالة تجرى فى انحاء الشقة بسرعة مهولة محدثة صوت طرقعة لحم القدم على البلاط العارى
ثم تختفى فجأه وهى تجرى على الممر المؤدى للحمام والمطبخ محدثة ذلك الصوت المكتوم
اومفووووووووووووووووووووووووووووووه فووووووووووووووووووواااااااااااااااااااااااااااااااااه
يمر الزمن بى وانا فى مكانى ارمق الواح السرير المكسورة وغلفت نفسى بالبطانية وانا مرتمى على البلاط البارد ارتجف وابكى بلا صوت يمر الزمن يمر الزمن وانا لا ادرى هل انتهى العرض المذعور ام اننى انا الذى انتهى
مع مرور الوقت استعدت روعى ولكنى لم اتحرك 
الفجر يعلن عن وجوده بصوت المؤذن
اظل نائما على وجهى فى مكانى لا اقدر اصلا على الحركة
ومع خيوط النور الصباحية استعدت روعى وهدوووووووووؤئى
وعزمت ان اترك هذا المكان باى ثمن
قمت وانا انتظر لسريرى وقد وجدت فجوة بفقعل تكسير الواح الملة تحته
توجهت بكل مشقة لباب الشقة عازما على الخروج بملابس نومى للشارع
اريد ان ارى الناس وان اشعر بلذه وجودى بين الادميين
فتحت باب الشقة وخرجت جلست على السلم
واضعا رأسى بين يدى ومستعد تماما للانهيار والبكاء
مر الوقت واحسست بشخص ينزل من اعلى --- لابد انه احد الجيران من ابناء السيده الطيبة
جريت لداخل شقتى مرة اخرى
لا اريد لاحد ان يرانى على هذا الحال
جريت لافتح كل نوافذ الشقة ومنها نافذة غرفة نومى
لاجد جارتى نجلاء تبتسم بارتباك المعجبين لتحيينى تحية الصباح
صباح الخير يا تامر اول مرة اشوفك تصحى بدرى
انظر لها ولا ارد
تنظر بتمعن فى وجهى لتجد كارثة قد حلت بملامحى 
ظهر عليها الانزعاج وتسأل
مالك وشك اصفر كده ليه؟؟
تمالك نفسى بصعوبة فرجولتى تمنعنى من الانهيار اما هذه البنت المعجبة
صبح النور يا نجلاء  ابدا ما ممما فيش
قالت بشك
لأ فيه    قولى مالك؟
ارتبكت  امام وجودها وفرحت باننى مازلت على قيد الحياه فى نفس الوقت 
سالتها بشكل صادم
انتى تعرفى حاجة عن الشقة دى؟؟
نظرت لى بتركيز وقالت
حاجة زى ايه يعنى؟؟؟
يعنى حاجة غريبة او مش طبيعية
نظرت لى بتكيز اكبر وقالت
ايه ده؟؟؟ ده انا كنت فاكراك عارف
اتسعت عيونى حتى كادت تخرج من وجهى 
عارف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عارف ايه؟؟ اتكلمى لو سمحتى
نظرت لى بارتباك ولم ترد
نظرت لها بعيون اقل حده واكثر دفئا وقلت لها
اتكلمى يا نجلاء مش احنا اصدقاء؟؟
فرحت بالتحول المزيف وقالت طبعا طبعا 
قلت لها 
يبقى تقولى  كنتى فاكرة انى عارف ايه؟؟
نظرت لى نظرة طويلة ثم قالت
هو انت متعرفش حكاية الحاجة ناهد؟؟
الحاجة ناهد مين؟
الحاجة ناهد مرات الحاج جابر صاحب الشقة
نظرت لها بدهشة وقلت 
ايوة فعلا وصل النور باسم ناهد محجوب لكن مالها يعنى
صمتت قليلا ثم قالت بصوت هامس حتى لا يسمعها الجيران
انت متعرفش ان الحاجة ناهد ماتت محروقة فى المطبخ من خمس سنين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 عندما يمر الانسان بتجربة شاذة او شديده التطرف كالتى مررت بها يصبح وكأنه فى عالم آخر 
فالذى شاهد غير الذى سمع وغير الذى لا يعرف
فالحقيقة المريعة اننى انام منذ شهور فى شقة مع شبح او عفريت لسيده احترقت منذ سنوات 
والحقيقة الاكثر مرارة اننى كنت اشعر بشيء غير عادى ولكنى بررت هذا بالشرود او عدم التركيز
لكن الحقيقة الواقعة اعلنت عن نفسها بكل وضوح  فالشبح كان يجول فى شقتى بكل حرية ويؤثر على تصرفاتى ومزاجى ويلعب معى كما يترائى له ويغير من مزاجى الشخصى ويجبرنى على تصرفات ما كنت اتوقع ان افعلها والان يريدنى ان ارحل 
اسودت الدنيا فى وجهى فانا اعيش الان تحت رحمة شبح قاسى احترق جسده وواجه اشنع المصائر وبالتالى فهو لا يهتم ابدا بمصيرى بل سيجعلنى لعبته يمارس معها كل انواع الذعر  والرعب الذى لم اجده حتى فى الافلام
والمشكلة اننى لا املك ترف الانتقال السريع بسبب ظروف عملى وبسبب ان احدى الغرف مكدسة بالبضائع التى كنت اتاجر بها وان الشقة كانت شقة ومكتب ومخزن فى آن واحد--- مشكلة شاذة بلا حل تقريبا سوى الرحيل
سيقول بعضكم لم لا ترجع بيت اهلك؟؟ اقول لكم اننى كنت على خلاف مع ابى ولو رجعت سيحولنى لايقونه للفشل والتشفى 
ولو اخبرت صديقى الهيستيرى سيقلب الدنيا على رأسى ويصرخ فى وجهى ويرفض حتى زيارتى وسيرتبك كل شيئ للابد خصوصا ان تجارتى كانت وليده وسأخسر فعلا الكثير وانا فى بداية مشوارى المهنى وحتى لا املك المال الكافى لانتقال جديد مريح كما ارجو
دارت كل هذه الافكار وانا واقف فى غرفتى الصغيرة واعتزمت على النزول لاشم هواء الشارع البارد وافكر كيف اتخلص من كل هذا 
خصوصا واننى مازلت اشعر بالذعر من مجرد تذكر ما حدث فى ليلتى السوداء الماضية
والمشكلة اننى حتى لا اجرؤ للنظر ناحية طرقة الحمام والمطبخ واشعر ان هذا الكيان المريع واقفا ينتظر الانفراد بى مرة اخرى
تجمدت الدموع فى عينى وتجمدت الافكار فى رأسى وشعرت بالعجز الكلى واتجهت لباب شقتى وفتحته عازما على الخروج حالا وبمجرد ما خرجت واغلقت الباب واتجهت للنزول على السلم 
اذ أفاجأ بصرخة وصوت انهيار على السلم نفسه ووقوع اشياء وبادلت الصرخة بصرخة اكبر واختل توازنى تماما من الفزع ووقعت متدحرجا على السلم ومحدثا اكبر قدر من الضوضاء وقد جرحت ساقى وفتح حاجبى من اثر السقطة والدحرجة وكل هذا بسبب قطط الجيران التى كانت تتصارع على صندوق القمامة الموضع على بسطة السلم اذ انهم راونى وسارعو بالخروج من الصندوق فوقع الصندوق نفسه ووقعت البقية الباقية من مقاومتى لاجد نفسى مطروحا امام شقة الدور الاول والتى تقطن بها العجوز صاحبة العقار وام السيده المحترقة فى شقتى
طبعا فتحت كل ابواب الشقق فى انزعاج هائل ونسيت ان اخبركم ان الدور يمثل شقة واحده وان العمارة  خمسة او سته ادوار 
وخرج الجيران الذين هم اخوة السيده من الادوار العليا وخرجت السيدة العجوز من شقتها بالدور الاول 
وهى فى حالة من الذهول والخضة اثر هذه الضوضاء المنفجرة على السلم
 نزل رجلان  - بملايسهم الداخلية -من أعلى ومعهم زوجاتهم واولادهم ليشاهدو هذا السيرك وبطله الوحيد والذى هو انا
وانا مطروح على الارض أنزف من قدمى ومن رأسى والسيده العجوز تصرخ وتلطم وتحاول أن تسعفنى 
وانا فى حال لا يمكن وصفه اضافة لاعصابى التى تمزقت تماما واندمجت تلقائيا مع القمامة المتناثرة من الصندوق الذى كانت ترتع فيه القطط على السلم كما تجمع الجيران المجاورين للعمارة ومنهم البواب فى العمارة المقابلة وبعض المارة بالصدفة
احسست ان وعيى يتسرب من داخلى وان نهايتى قد حانت الان اضافة للاحراج الهائل وهيئتى الشبيهة بضحايا الحرب الاهلية
انحنى الرجلان على جسدى بسرعة وقامو برفعى وادخلونى الى شقة امهم بينما الام تصرخ 
ياخرابى الواد مات ولا ايه؟؟ حصل ايه ؟؟ ايه الدم ده ؟؟ فى حد ضربه على نافوخه ولا ايه؟"
احد الاولاد وكان يعرج عرجا خفيفا 
مش عارف يا امى احنا سمعنا صرخة جامده وصوت حاجة بتقع على السلم"
الام مولولة
آه يا حبيبى يابنى   قوم بسرعة اتصرف واعدله وشوف الدم ده جاى منين"
الابن الاخر وهو يتفحصنى بسرعة؟؟
ده حاجبه مفتوح الظاهر من الوقعة يا امى متخافيش سليمة سليمة ورجله كمان اتجلطت من صفيحة الزبالة لما"" اتحدرج بيها على السلم
الام لا تصدق وتصرخ 
يا نهار اسود  يا نهار مهبب     اسمالله عليك يابنى  قوم هات البن من المطبخ  بسرعة    يالا مالك واقف زى العامود" يالا 
يتحرك الابن ذو العرج الخفيف لاحضار البن بينما انا واعى تماما لما يحدث ولكننى عجزت تماما عن الكلام والحركة وكأننى مشلول فقط دموع غزيرة انطلقت اخيرا من عيونى لتعلن عن انهيارى التام وحرجى المتناهى لكل هذه الضحة الحادثة والتى تشبه الفضيحة شكلا ومضمونا
الام تسمح الدم عن وجهى برفق شديد وتنخرط فى بكاء هستيرى بينما الجيران فى الخارج يدقون بابا العمارة المغلق بالجنزير والقفل
 وزوجات ابنائها يبسملون ويحولقلون ويحتضنون اطفالهم التى تصرخ بكل قوة
ولكم ان تتصورو حجم الفوضى والصراخ والتساؤل عن جارهم المهذب الذى صرخ وتدحرج وأصيب فى بيتهم بينما هم مازالو نياما
 أراحو جسدى على كنبة فى صالة شقة الام  وغسلو دمى عن وجهى وساقى بينما الام تبكى بحرقة وكبسة حاجبى المفتوح بالبن ليقف النزيف وربطو ساقى التى انجرحت بفعل صندوق القمامة وشربونى ماء بسكر 
ومع الوقت إستعدت قدرتى على الحياه وانا فى احضان السيدة الباكية التى جلست ووضعت رأسى على فخذها وهى تنهنه وتنادى على باسمى 
يا تامر اسم الله عليك يا ضنايا   الحمد لله سليمة  إتكلم يا حبيبى قول حاجة  انت وقعت على السلم ازاى"
نظرت لها فى ضعف وحاولت التماسك بينما انسابت دموع قهرى واحراجى والتزمت الصمت
عاودت مسح وجهى بيديها الممتلئتين 
اسم الله عليك يابنى قوم يا مجدى - وهو ابنها - هات شوية ميه وملح وارميهم على السلم
ثم تنظر لابنها الاخر آمرة
وانت شوف الجيران وقولهم مافيش حاجة ده الراجل وقع من على السلم"
ثم تنظر لى بكل قلق الدنيا 
يا حبيبى يابنى الحمد لله   بس وفعت ازاى"
اخيرا تكلمت 
القطط وصفيحة الزبالة اللى على البسطة اتخضيت ووقعت
الام بذعر 
اللهم احفظنا    يقطع القطط والزبالة   معلهش يا حبيبى حصل خير" 
انا:  الحمد لله
يفتح مجدى الباب للجيران المتجمعين على بابا العمارة لتندفع نجلاء بكل قلق لتدخل رغما عنه
وتصرخ   
نينه  تامر حصل له حاجة  ؟؟   تامر انت كويس وتنتخرط فى بكاء فاضح مسببه لى اكبر قدر من الارتباك"
تنظر لها المرأه بغيظ وتقول لها بجفاء 
مافيش حاجة يا نجلاء روحى انتى يا حبيبتى عشان امك "
تواصل نجلاء البكاء وتنظر لى بعتاب وتقول
عاجبك كده؟؟ آدى سيرة العفاريت واللى بييجى من وراها اديك كنت هتموت"
تنظر السيده لها فى تركيز  وتصمت كاظمة غيظها الدفين ثم تقول
عفاريت ؟ بسم الله الرحمن الرحيم عفاريت ايه وتخاريف ايه"
تحاول نجلاء مجادلة السيده بتبجح لكن السيده تقاطعها بحزم قائلة
قلتلك خلاص يا حبيبتى يالا عشان امك متعملكيش باللو على الصبح حصل خير واهو الراجل قدامك زى الفل" 
تنظر لها نجلاء فى عناد وغباء وتحدى ثم تنظر لى فتجدنى شارد وصامت فتنصرف محرجة وهى تبرطم 
طيب يا نينة الحق عليا--- ما هو اللى صبح يسألنى عن الحادثة وانا مالى    معلش كله بثوابه"
تنظر لها السيده شذرا وتقاوم رغبة هائلة فى ضرب البنت على وجهها بينما تنصرف البنت خارجة رغما عنها
يهدا الجو تدريجيا وينصرف الناس الى اعمالهم وابقى انا والسيده العجوز وابنها الاعرج فى شقتها صامتين
يسود صمت كله كلام وكله اسئلة وانا غير قادر على الاتيان باى رد فعل فساقى تؤلمنى وحاجبى متورم
وحالى يعكس انهيارى احاول النهوض فتمنعنى السيده ويأتى ابنها بوساده كبيرة لتقوم السيده وتضعها بدلا منها تحت رأسى وكتفى وتجلس فى المقعد المقابل لى وهى تنظر لى بإشفاق وامومة صارخة
يخرج ابنها عن الصمت ويقول 
تحب ابلغ والدتك فى التليفون يا تامر"؟؟
تنظر له الام نظرة صارمة وتقول
هتقولها ايه ؟؟ انت عايزها تطب ساكتة ؟ تامر كويس وكلها شوية ويبقى زى الفل وهو هيقعد هنا لحد ما يطيب"
ثم تنظر لى فتجدنى موافق على كلامها ضمنيا 
فيقوم مجدى ويعلن انه تأخر على عمله وانه لابد له من الذهاب فاشكره وانا متضجع على الكنبة ويذهب صاعدا الى شقته
تقوم السيده وتحضر شايا  وبعض الفطائر  هى تبتسم لى بامومة واضحة فهى سيده ذات جمال غابر حزين مملتئة تلبس نظارة طبية رقيقة وتلبس جلباب منزلى محتشم وتضع الطرحة السوداء على رأسها
تعاود الجلوس امامى وتناولنى الشاى وهى تقول
اشرب يا حبيبى والنبى ده انا بعزك زى ولادى ومنساش ابدا الفسيخ الجميل اللى انت جبته المرة اللى فاتت"
اشكرها من قلبى واعتدل قليلا لاتناول الشاى والفطير
تنظر لى السيده الطيبة فى ارتباك وتقول
البت البايظة دى اللى اسمها نجلاء مالها ومالك؟؟ "
انظر لها واقول بصدق 
مافيش حاجة والله يا نينة هيا اللى بتجر كلامى كل ما تشوفنى"
يتعكر وجهاا الطيب وهى تقول
بلا قرف دى عيلة وسخة ،كل يوم خناقات فى الشارع وامها واخوها عاملين زى الوباء ابعد عنهم يا بنى يا  تامر"
انا: والله ولا فى دماغى حاجة يا نينة وانتى عارفة
 السيده: عارفة انك ابن ناس ده انت امك زى الهوانم ضحكتها بحساب وكلامها زى العسل وشكلكم ولاد ناس
انا: اشكرك يا نينه
تنظر السيده لى بطرف خفى وتقول بحذر: "وايه حكاية العفاريت اللى بتقولها البت الشعنونة دى ؟
انظر لها بعمق ثم انظر للارض ولا اتكلم
تنظر لى السيده بتركيز ويمر وقت ثم تضع يدها الحنونة على كتفى وتقول ببطء
ايه يا تامر ؟؟ انت شوفت حاجة؟؟ ها"
انظر لها وارتبك جدا فليست لى جرأه لاقول لام ان شبح ابنتها يهاجمنى ليلا ولكنها تدرك من صمتى اجابتى 
تنخرط السيده فى البكاء   الصامت         تنظر لاعلى وهى تدعو
يارب ما يحرق قلب امك عليك يابنى"
ثم تبكى بحرقة وتقول من بين دموعها
النار اللى حرقت بنتى لسة مولعة فى قلبى لحد دلوقتى يا ابنى"
انظر لها وقد طفرت عيناى بالدموع ولا اتكلم
تعود السيده لتقول لى من بين دموعها 
انا كل يوم بدعى ربنا يغفر لها ويرحمها   "
انظر لها واقول 
ده قضاء ربنا يا امى وانتى مؤمنة"
تصرخ السيده صرخة مكتومة وتقول
ونعم بالله يابنى بس ياترى ربك هيغفر لواحده انتحرت وحرقت نفسها ؟؟ربك هيغفر لواحده ماتت كافرة؟؟؟"
انظر لها بذهول ولا اجد اى كلمة تسعفنى
اذن فالعفريت الذى رأته بالامس هو لسيده- منتحرة حرقا - عن عمد وليس الموضوع حادث كما توقعت
 يانهار اسود
رحبت السيده العجوز بوجودى فى منزلها على سبيل النقاهة وطبعا كنت مرحب بوجودى عندها ولعدم الشبهة نزل ابنها مجدى ذو العرج الخفيف ليقيم مع امه فى وجودى فى شقتها بالدور الارضى واكتشفت انهم آيه فى الكرم والحفاوة ولم اشعر باى حرج كأننى فى بيتى وكانت المرأه تغيب فى السوق وتعود لتقف فى مطبخها وتمارس عملها كاى ام يعيش معها ابناءها الرجال وكان مجدى رجل لطيف المعشر رقيق الملامح واتى ببنت ممرضة من الصيدلية لتداوى جراح ساقى ورأسى بادواتها الطبيه واستكنت واستراحت نفسى واستعدت بعض من هدوئى المعروف عنى وزارتنى الابتسامة بين هؤلاء الناس الطيبين وتناسيت مأساتى خصوصا مع اجتماع ابنائها الرجال عندها فى السهرة وتعرفت عليهم بشكل اقرب بالرغم من اننى كنت اسكن معهم فى نفس العمارة من اكثر من ثمانى شهور 
وبينما كنت احادثها سألتها بطريقة عفوية
انا شايف يا حاجة ان كل ولادك رجال انتى معندكيش بنات
نظر مجدى لامه فى اشفاق بينما سهمت المرأة قليلا ثم تنهدت قائلة
مكنش عندى الا ناهد الله يرحمها وهى البكرية على كل الصبيان دول
انا - :"الله يرحمها
هي - الله يرحمها ويسامحها كانت نور عينى وايدى ورجلى و ابوها كان بيحبها بجنون ومن كتر حبه فيها اصر انها تتجوز معانا فى البيت ويكون لها شقة زيها زى الصبيان ، ابوها كان فاتح محل فى شارع بوسته سوق الحد فى الجيزة وكان محبوب من كل الناس وكان اسمه ابو ناهد من كتر اعتزازه بناهد
التمعت عيون المرأه بالدموع وهيى تحكى عن ابنتها الوحيده ونظرت لمجدى فوجدته منتبها لكلام امه من الواضح انها المرة الاولى التى تتكلم فيها المرأه عن ابنتها منذ سنوات


احنا اصلا من الاسماعيلية يا تامر  يابنى وانا اتجوزت ابو ناهد وهاجرنا للقاهرة سنه 56 وربنا رزقنا باول خلفة كانت ناهد وكان ابوها بيحبهاومهووس بيها ويدلعها وبيجيب لها احسن حاجة وكان اسمه وسط الناس ابو ناهد وخلفت بعدها خمس صبيان واحد منهم ربنا افتكره وعشت مع ابوها حياه مستقرة وكبرت ناهد وبقت اجمل بينت فى الشارع وكانت حنينه عليا وبتساعدنى لانى زى ما قلتلك كنت موظفة فى التربية والتعليم وهيا اللى ساعدتنى فى تربية اخواتها الصبيان وخصوصا ان ابوها قعدها من المدرسة بعد ما خلصت الابتدائية لان ماكنش ليها فى التعليم لكنه كان بيهتم بيها ويدلعها خصوصا انها كانت فايرة والعرسان ابتدو يخبطو على بابنا وهى فى سن 14 سنه وانت عارف زمان البنات كانو بيتجوزو وهما صغيرين انا نفسى اتجوزت ابوهم وانا بنت 15 سنه وكملت الاعدادية وانا مع ابوهم
وكانت ناهد شايفة اد ايه انا شقيانه فى البيت لان معنديش غيرها والباقى صبيان وكانت ادب وحنية الدنيا فيها ونعم الصديقة ليا وكانت بتدبر كل امور البيت احسن منى وخصوصا طلبات ابوها لدرجة انى كنت بغير منها لانها كانت بتعبد ابوها  وارتبط كل اخواتها بيها كانها امهم  مش انا ، وعشان كده لما ابوها قرر انها تعيش معانا فى نفس البيت كلنا رحبنا وفرحنا خصوصا ان العريس كان ابن عمها وكان طاير بيها ----تسكت المرأه وتسهم ببصرها بعيدا وتستعيد ذكريات اكثر وتواصل بينما انا وابنها مجدى ننصت بكل جوارحنا- اتجوزت ناهد من ابن عمها فى سن 17 سنه وكان الكلام ده فى سنه 75 او 76 مش فاكرة 
وخلفت اول ولد ليها بعد تسع شهور وفرحنا فرحة الدنيا بيه وكانت نفسها طول الوقت تخلف بنت عشان تكون ليها صديقة ومساعده زى ما هى كانت معايا لكن النصيب جه بالولد التانى ووراه جه الولد التالت وهيا هتموت على بنت - وجابر - زوجها- كان مبسوط بخلفة الصبيان وابتدى الموضوع يكبر فى دماغ نادية وكانت نفسها فى البنت ولما كانت تقول كده ادام جوزها كان يقولها انا خلاص مش عايز عيال تانى بس انا اعرف اربى دول وطبعا هيا كانت حزينه لان نفسها فى البنت - المهم ركبت شريط  عشان تمنع الحمل زى ما طلب جوزها منها وقطعت حوالى خمس سنين وفى سنه 86 تقريبا حملت على الشريط وكانت  مشكلة بينها وبين جوزها اللى مش عايز عيال تانى وكان عايزها تنزله لكن ابوها اتدخل وقاللة يا جابر حرام عليك  والغريب ان جابر كان رافض جدا ان ناهد تحمل ومكناش عارفين ليه  وعاشت فى نقار ومشاكل كتير مع جوزها لدرجة انه بقى يبات برة البيت فى عز ما كانت فى تعب الحمل واللى ذود الطين بله ان ابوها مات وهيى حامل فى الشهر السابع وبقت البت تنزل ترف من كتر الحزن على ابوها حزنت عليه لدرجة اننا قلنا انها هتموت وراه وليل ونهار بكى وعياط لدرجة انى بقيت انا اللى اصبرها واقولها وحدى الله يا بنتى وخافى على اللى بطنك وبقت تصرخ زى المجنونة وتخرج لوحدها من البيت ومبنبقاش عارفين هيا بتروح فين وطبعا زادت المشاكل مع جوزها ومبقاش ييجى البيت بعد العزا ولا يسأل فيها واتغير شكلها  وبقت عاملة زى المجانين تصحى من النوم تصرخ وتنده ابوها لدرجة اننا عرفنا انها بتخرج بالليل من غير ما نعرف بتروح فين وتتأخر وترجع مليانه تراب وشكلها غريب جدا وبقت ساكته ومسهمة وانا مبقتش عارفة مالها لا طايقة البيت ولا طايقة عيالها ولا طايقانى انا شخصيا ولما كنت احاول اقرب منها كانت تصرخ فى وشى وتوقلى يارتك انتى اللى موتى مكان ابويا انا عايزة ابويا  وتسيبنى وتطلع تقعد لوحدها على السطوح وبقينا نخاف نكلمها لحسن يجرالها حاجة خصوصا انها كانت على آخرها وعلى وش ولادة  وبقيت مش عارفة اعملها ايه ولما كنت اطلع اشوفها اسمعها بتتكلم مع حد مش موجود وترتطن بطريقة غريبة وبكلام مش مفهوم وجوزها هربان من البيت مش عارفين هو فين وولادها بقو مش عارفين يتعاملو معاها وبقو بيخافو منها وينزلو ينامو عندى مع اخوالهم ويسبوها هيى فوق لوحدها
 وفى يوم اسود جالها الطلق وكانت بتموت ووشها كان اصفر وحسيت بقلب الام ان بنتى هتموت وبدل ما نجيب الداية جريت وجبت دكتورة كمان وكانت الولاده عسيرة وصعبه وافتكر ان ناهد قعدت تولد فى المولود يومين ورا بعض وتصرخ بعزم ما فيها
وكنا كلنا على اعصابنا وحسينا ان ناهد هتموت فى الولاده دى 
وساعة الولاده سمعنا صرخة ناهد  وشهقة الداية وصرخة الدكتورة مع بعص فى نفس واحد

سكتت المرأه لتلقتط انفاسها بينما انا ومجدى ننتظر باقى الحكاية 
نظرت لنا المرأه وتغير صوتها ليصبح مرتجف قليلا وهمست بصوت مبحوح
 المولود كان مشوه ومش باين ان كان ولد ولا بنت وكانت شفايفه مشقوقة وشكله استغفر الله العظيم شبه الحيوان  او شبه الضفدعة حاجة كده تقط من طولك لما تشوفه ومتقدرش تبص فى وشه

نظرت باندهاش اكبر للمرأه وسالتها 
يعنى ايه مش باين ان كان ولد ولا بنت يا نينه؟
المولود كان زى ما تقول كده الاتنين فى بعض لا منه ولد ولا منه بنت وكان عايش وبيصرخ بصوت غريب جدا زى استغفر الله العظيم  صوت الكلب ولا العرسة مش عارفة وجريت على الاوضة لما سمعت صوت الدكتورة بتحاول تهدى ناهد وناهد بتصرخ بصوت تعبان

الحقينى يا ماما يا ماما يا ماما
 دخلت لقيت الدكتورة والدايه وشهم اازرق وشايلين العيل ومش عارفين يعملو ايه واول ما بصيت عليه حسيت انى هيغمى عليا من شكله كان بشع وعيونه باظرة وشفايفه الفوقانيه مشقوقة بالطول وبيتلوى فى ايديهم وهما خايفين منه
مسكت المولود منهم ولفيته فى البشكير وقلتلهم
صلو على النبى امال وانتى يا ناهد كل العيال بيكون شكلها كده اول ما تتولد وبعدين هيكون زى الفل يا حبيبى وناهد على صرخة واحده
مش عايزاه يا ماما انا خايفة منه ده شؤم يا ماما مش عايزاه  ده موت ابويا وخالى جابر ( جوزها) طفش - وكان ليها حق- لكن الدكتورة قالتلها  :متخافيش يا ناهد شفايفه دى هتتخيط وتتلم وهيكون طبيعى وانا شايفة انها بنت اقرب ما تكون للواد وكله بالجراحة يا حبيبى - ولقيت الداية بتبص فى المولود اوى وسكتت وانا لاحظت طبعا وش الداية ومعلقتش ونضفنا المولود وقربناه من صدر ناهد عشان ترضعه وهيا منهارة ورافضة  وبتنهج وانا بقولها يا حبيبتى خدى بنتك والله هتبقى زى الفل صلى على النبى وقولى يارب وانا من جوايا لاقيت قلبى اتقفل ومبقتش عارفة اعمل ايه خصوصا ان الدكتورة بتقول ان المولود صحته ممتازة 
لكن ناهد رافضة حتى تبص عليه من كتر ما هو شكله استغفر الله العظيم زى العفريت 
راسه كانت كبيرة وجسمه مسحوب وايديه ورجليه كبيرة وعيونه بعيده اوى عن بعض ده غير شكل بقه - استغفر الله العظيم اللهم لا اعتراض- ولاقيت الدكتورة بتقول فى مواليد بيتولدو كده نتيجة انهم كانو مزنوقين فى عنق الرحم ومع الايام حالتهم بتتحسن - وحسيت ان الدكتورة عايزة تقفل وتمشى باى طريقة- وفعلا مشيت الدكتورة وكان مافيش حد فى البيت غيرى انا والداية وناهد واخواتها وكان ابوها مات من حوالى شهرين ودمه لسه مبردش  الله يرحمه وجوزها جابر -الله يسامحه -طفشان ومنعرفش عنه حاجة
وبعد ما مشيت الدكتورة مسكت الداية من دراعها وقلتلها - مالك يا ام محروس ؟وشك بيقول فيه حاجة انطقى 
بصت الداية فى عينى وسكتت - ولاقيت ناهد بتعيط بحرقة وهيى لسة  تعبانه  لاقيت الداية بتقولى
معلش يام ناهد قدر ولطف المهم ناهد تبقى كويسة"
سالتها بتركيز وانا هتجنن ومش طايقة ابص فى وش المولود
ايه ده با ام محروس العيل شكله غريب كده ليه؟؟
بصت الداية فى وشة وقالت 
المولود ده (مبدول) يا ام ناهد
قلتلها : مبدول يعنى ايه يا ولية ؟؟
بصت فى عينى وقالت
انتى مش غريبة المولود ده لابسه جن وقالب سحنته زى الشراب
يا نهار اسود بتقولى ايه يا ولية ؟؟
قالتلى: قدر ولطف وانشاء الله نشوف هنعمل ايه متقلقيش بس المهم بنتك دلوقتى تاخده فى حضنها وتكفى على الخبر ماجور وربنا يسهل لما تشد حيلها
لفيت المولود فى اللفة وقربته من ناهد لاقيتها منهارة ومسكت منى المولود وكانت عايزة ترزعه فى الارض
مسكت ايديها على اخر لحظة وقلتلها يابنتى حرام عليكى 
اتقى الله انتى عايزة تقتلى ضناكى بايديكى
صرخت  : مش عايزاه يا ماما مش قادرة ابص فى وشه
موتيه يا ماما ارميه فى الزبالة مش قادرة ياماما 
انحنيت عليها وقلتلها : يابت اصبرى وصبرك بالله وكل شيء هيتداوى وعلى فكرة الدكتورة بتقول انها بنت مش ولد
صرخت نادية فى وشى 
كمان بنت وشكلها كده ؟ ليه ياربى بس؟ ياريتنى كنت سمعت كلام جابر  ياريتنى كنت مت ولا اشوف بنتى بالشكل ده
لاقيت الداية بتقرب منها وبتمسك ايديها وبتقولها 
متخافيش يا بنتى اصبرى شوية وكل شيء هيتصلح وربنا هو المعين""
ومتعرفيش الخير فين
صرخت ناهد بضعف شديد
خير ؟؟   فين الخير ده؟؟ انا حاسة ان ايامى اسود من الليل انا عايزة اموت 


سكتت الحاجة ذكية عن الكلام بينما ننظر لها انا ومجدى بذهول وصمت
وسألتها 
مبدول يعنى ايه يا نينه
العيل المبدول هو العيل اللى يكون شكله وحش اوى وبيكون لابسه والعياز بالله جن او شيطان
رجعت اسالها بالحاح
طيب وده من ايه؟؟ ازاى ده حصل؟؟ وعملتم ايه؟؟؟

نظرت لى الحاجة ذكية باشفاق وقالتلى متستعجلش 
كل اللى اقدر اقولهولك ان ناهد كان عندها حق وانها فعلا ماشافتش الا العذاب والويل بعد ولاده بنتها  اشجان

انا: انتو سمتوها اشجان؟؟
الحاجة : ايوة يابنى ومن ساعتها ماشفناش الخير تانى
سألتها وانا كلى فضول 
ازاى يا حاجة؟؟
نظرت لى وتنهدت وقالت
مش هتصدق يابنى 
انا نفسى مش مصدقة لحد دلوقتى

 نزهه ليلية رائعة ..... فى المقابر

لماذا دائما ما تتعلق الابنه بالاب بهذه الطريقة المرضية فناهد توحدت تماما مع الاب واصبحت له الخادمة والمتهمة بكل شئونه
الخاصة لدرجة اثارت غيرة الام والاخوة الرجال حتى بعد زواج ناهد ازداد تعلقها بابيها لدرجة الجنون وبادله الاب حب باهتمام ولبى كل طلباتها  مبديا اهميتها لديه عن باقى اولاده وعن زوجته كانت تشعر به اخا توأما لها تهتم بمظهره وبعطره وتشترى له الملابس بنفسها وعندما يمرض ترقد بكل اصرار تحت قدميه تداويه وتدلكه وتترك زوجها واولادها من اجله كانت تبر به بدرجة هيستيريه وهو يبادلها بحنان الاب واهتمامه ورعايته وكان لا يطيق ابدا ان تعاملها الام بجفاء او ان يؤذيها جابر زوجها  او يدوس لها على طرف وكان دائما ما يتبادل معها الاسرار الخاصة بعمله ومكاسبه دون الام وكان لا يثق الاب الا فيها 
وعندما تزوجت ناهد من جابر ادرك هو ان العلاقة بين البنت وابيها علاقة مرضية وانه لن يستطيع زحزحة هذه العلاقة خصوصا ان والدها هو عمه وصاحب الفضل الاول عليه فى تكوينه كتاجر ورجل محترم بين الرجال ومع تقدم الاب فى العمر ونمو اولاده زادت المسئولية على ناهد كأم فاصبحت تتابع ابيها بدرجة تركيز اقل ولكن على مضض منها واستمرت الحياه ومع رغبة ناهد الشديدة فى انجاب البنت توهجت الخلافات بينها وبين زوجها خصوصا عندما حملت رغما عنه وتدعيم الاب لها فى هذا الانجاب 
وقبل الولاده بشهرين كان الاب فى طريقه للقاهرة بعد رحلة عمل فى الاسكندرية  ليقع حادث ماساوى على الطريق الزراعى ليموت الاب  تاركا الجميع فى ذهول الاحزان  وليختفى  جابر بعد العزاء بيومين بعد عدم تحمله لمظاهر الحزن العارمة لناهد نفسها


نظرة قريبة لناهد المذهولة من فاجعة موت ابيها
تلقت ناهد الخبر ببطن منتفخ من الحمل و عقل مشغول بتغير معاملة جابر لها ليطيح بها الحزن فى هوة عميقة بلا قرار
فاصبحت كالمجانين تصرخ وتلطم وتقطع شعر راسها وتمزق لحم وجهها وقد اصابتها لوثة مدمرة واصبحت غريبة الاطوار لا تاكل ولا تتعامل ولا تنظر ولا تهتم باى تفصيل - تتحرك كالتمثال وتعجن  طحين الحزن بماء عينها وتخبزه فى لهيب حرقتها على الغالى المفقود    تلعن وتسب الزمن والايام وتشاءمت بعمق من وليدها المنتظر وقد ايقنت انه نحس وانه سبب كل الكوارث التى حلت بها فزوجها هجرها ولم يراعى حزنها العميق ومات الواد الذى تعتبره السند والحبيب فى الدنيا ولم تعد تطيق الحياه نفسها وتمنت الموت لتلحق بابيها فهى لا تطيق انفاسها التى تثبت انها على قد الحياه بينما ابيها الحبيب فى عالم الموت
لشد ما تغيرتى يا ناهد وذبلتى  واصبحت كعصاه  يابسة متورمة من المنتصف بحمل لا تريديه اصلا
يجيء الليل وينام الجميع باحزانهم السطحية لتنعمى انتى بالنصيب الاعظم من الاحزان وفقدت الحياه نفسها الطعم واللون والرائحة تصحين من غفوتك على دموعك الحارة وتنادين بكل يأس على من لا يرجع ترغبين بشده فى رؤيته 
نعم اريد ان ارى ابى اريد ان ازور ابى تقومين من رقدتك عازمة على الذهاب للمقابر تنزلين على السلم ليجدك اخ من اخوتك او ابن من ابنائك او امك ذاتها تصرخ فيكى بانك جننت ولكن كل هذا لا يهم اننى اريد الذهاب لابى
يجبروك على الرجوع بكل الطرق تنهار مقاومتك وتستسلمين  رغما عنك كما تركت جابر رغما عنك ومات ابوكى ايضا رغما عنك

وفى ليلة قمرية وقد نام الجميع تقوم نادية وكانها منومة مغناطيسيا تلبس عباءة سوداء وتلتفح بطرهة سوداء وتتجه ناحية بابا شقتها بهدوؤ حذر فالساعة تقارب الواحده صباحا  وقد نام الجميع تتسحب خارجة من الدار ومتوجهة رأسا الى مقابر الاسرة حيث يرقد ابوها 
تخرج للشارع وتشير لاول تاكسى وتطلب منه التوجه للسيده نفسية
ينظر السائق لبطنها المنتفخة باشفاق ويوافق على مضض ظنا منه انها تريد الذهاب الى الحى نفسه ولا يعرف انها تريد الذهاب الى المقابر المتاخمة للجامع الكبير
تركب معه ساهمة شارده يحاول التحدث معها لا ترد عليه فقط تنظر للطريق وتتعجل الوصول للمقابر
تنهب السيارة الطريق بسرعة بفعل تأخر الوقت فالساعة قاربت على الثانية صباحا 
تصل السيارة للمنطقة التى هيى عبارة عن شوارع  مظلمة تحفها احواش المقابر من الجانبين  قبل الوصول للمسجد الشهير تأمره بالتوقف فى منطقة ساكنه قريبة من مقبرة الاب   يتوقف السائق مندهشا وتترجل من السيارة وتلقى له بالنقود دون ان تنظر له 
ينظر لها السائق بدهشة اكبر ويشعر بخوف غريب منها ويتحرك مسرعا تاركها وحدها تمشى فى الشوارع الجانبية المظلمة للمقابر
تمشى بهدوؤ واطمئنان وذهول وكانها انسان آلى لا يعى ما يفعله
تتحرك  من الشارع الواسع الى الشرايين الضيقة المظلمة قاصده مقبرة الاسرة 
لا تخاف ولا  ترمش عيناها 
تمشى بحملها المنتفخ متوجهة  بمنتهى الثبات حيث المثوى الاخير والرقده النهائية للاب العزيز
لا تهتم بظلام ولا تكترث بالموت
ها انا  على وشك الوصول يا ابى الحبيب
وقبل الوصول الى الممر الضيق الواصل لمقبرة الاب نفسه
تمشى على ارض متربة غير ممهده وغير متماسكة ايضا 
تمشى بصعوبة لكن بثبات تشاهد شاهد القبر من بعيد وهى تعرفه مطبوع فى ذهنها
تتحرك ناقلة اقدامها على التراب 
الدموع تحتشد فى عينها  تتجمع وتتجمع لتجعل الرؤيا عسيرة حقا 
تتسارع انفاسها وتستعد للعويل والبكاء 
تقترب وتقترب من القبر 


وفجاه
تنزلق قدماها فى حفرة لم تكن تراها بسبب الدموع 
ليختل توازنها بفعل غرس قدماها فى الحفرة الى ركبتيها 
 لتتهاوى على الارض الترابية منكفئة على وجهها  وعلى بطنها المنفوخ بكل عنف ومفاجأه
يصطدم وجهها الابيض بالتراب وتدور الدنيا من حولها 
وعندما تدرك انها تفقد الوعى ترى بعيون غائمة
كلب اسود ضخم يقترب منها ببطء وثقة
وقبل ان تغيب تماما عن الوجود تمنت ان تموت سريعا
 رحيل اشجان
انطرحت المراه على بطنها المنتفخ  واحست بانه رحمها تكاد ينفجر من اثر السقطة المفاجئه وتعفر وجهها الابيض بتراب المقابر 
وقبل ان تغيب تماما عن الوعى
رأت بام عينيها كلبا اسودا بالغ الضخامة يتقدم منها ببطء وثقة
رأت فى عيونه نظرة لا تمت للحيوان بصلة 
ابصرت كف ارجله السمين واصابعه المدملجة  التى تضرب الارض بغرور وثقة
شعرت بانفاسه الحارة وهو يتشممها فى صمت--نعم فى صمت بدون صوت اللهاث المميز للكب 
فكان الكلب يتفحصها ويتشممها ويضه ارجله الامامية على كتفيها ويقبض على ملابسها باسنانه ليجرها بعيدا عن الحفرة
وقبل ان تغيب المرأه تماما عن الوعى اطلقت آهة ذعر طويلة خافته بينما المخلوق الاسود الهائل يجرها حرا بعيدا عن الحفرة
ولكن تلك الآهة البسيطة وصلت لأذن مخلوق آخر غير الكلب
انه عم عبد الله التربى الذى كان مضجع بالجوار يشرب الشاى الاسود
الكلب الضخم يتحسسها بارجله الامامية ولسانه فى صمت وعم عبد الله يقوم من رقدته ليتجه رأسا لمكان تلك الآه الخافته
الكلب يقوم بجرها بهدووووووووؤ ويتشمم بطنها المنتفج بين حين وآخر 
ويصل عم عبد الله للمكان لينظر بام عينه على المشهد الغريب
يتوقف الكلب عن جرها وينظر بتحدى وثبات لعم عبد الله ولكن الاخير ينحنى على الارض ليلتقط حجرا ويقبض باصابعه عليه بينما الكلب ينظر ليديه وللحجر بتركيز وثبات
عم عبد الله يرفع يده بالحجر وهو يرتعش من ضخامة الكلب وثباته ويتمتم بآيات قرانية  بشفاه مرتعشة
الكلب وكانه يصغى قليلا للتمتمة  ويتراجع للخلف استعدادا للانقضاض على الرجل 
ثم يغير فجأه من موقفه ويصدر صوت انين الكلاب المعروف ويسمع عم عبد الله ذلك الانين ليتشجع ويقذف الكلب بالحجر بكل ما اوتى من قوه ليصيب الكلب فى رأسه 
ليطلق الكلب عواء مهولا فى صورة صرخة الم ويبتعد من فوره
يتقدم عم عبد الله بما كان يظنه جثه ليجد امرأه حامل فاقدة الوعى وتهذى بكلام غير مفهوم ويتحرك جسدها باهتزازات كهربية متتالية

مممممممممممم تصرخ ناهد من حلقها ولكن صوتها لا يسمه يتكور بطنها ليصبح كبالون كبير منتفخ وتحاول ناهد الصراخ ولكن حلقها جاف  وحركتها ثقيل يتفسخ لحم بطنها وتنفجر منه حمم مشتعله ولكنها لا تشعر بالم انها تشعر بشلل كامل بينما ما يتحرك فيها هو دموعها الفوارة من عيون لا تريد ان ترى مصير جسدها الغريب تصرخ وتصرخ بلا فائد


اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
فوقى يابنتى اصحى  بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله
تفتح ناهد عيونها لتجد امرأة متشحة بالسواد ورجل عجوز يمسك بقلة ماء
تمسح المرأن بيدها على وجه ناهد بحزم وقسوة وتامرها بصوت واضح
قومى ثم ترش الماء بقسوة على وجهها 
فوقى قومى فزى انهضى يالا قومى 
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيئا فى الارض ولا فى السماء
يلا يابت قومى وانهضى 
تنظر ناهد وتنتبه تماما مع قسوة المراه
تنظر المرأه اخيرا باريتاح للرجل الذى هو عم عبد الله التربى ويساعدنها على النهوض لتجلس مكانها بين المقابر

تلتزم ناهد المنزل بعد هذا الحادث المروع وتحمد ربها وتكتم الخبر ولكنها تزداد غرابة
تلد ناهد فى تلك الظروف الغريبة
المولوده مشوهة  ولكنها ام يهرب جابر من المنزل بسبب البنت ويتعامل الكل مع الحدث بتشاؤم صامت

عندما تختلى ناهد بالمولوده اشجان تتقزز نفسها ولكن الامومة تتغلب اخيرا عليها
تلقمها ثديها لتتناول البنت الثدى بجشع وجوع طفولى وترق شيئا فشيئا لهذا المخلوق الغريب
تعيش ناهد على امل ان يداوى الطب ما افسدته الشياطين

الليل قد انتصف الان    والجو حار خانق وتقد تفتحت الشبابيك والابواب الداخلية طلبا للترطيب وقد تجاوزت اشجان عامها الاول بسته شهور
مخلوق غريب صامت لا يتكلم كالاطفال ولا يصدر الا صوت همهمة وفحيح مرعب 
الام نامت على ظهرها وقد تدلى ثديها خارجا وبضع قطرات من حليبها ينقط بينما البنت غير موجوده
تصحو ناهد مذعورة لتبحث عن البنت الصغيرة التى كانت تغفو جوارها
اين البنت تقوم من فورها لتبحث عنها فى صمت  ولكنها لا تجدها
تواصل باصرار ورعب فى البحث عن البنت ولكنها لا تجدها تبدأ بالنداء الخافت 
اشجان     اشجان انتى فين       اشجان ردى عليا 
البنت غير موجوده فى المنزل بينما قلبت ناهد كل شيئ فى المنزل رأسا على عقب
تصرخ ناهد وتنادى على ابنائها  ليصحو الجميع 
فالبنت غير موجوده اصلا فى المنزل تصرخ ناهد لتنادى على امها واخوتها وهى ملتاعة لا تعرف ماذا تفعل
تصحو الام على صراخ ابنتها 
الجميع يبحث عن البنت ولا يجدوها
اين ذهبت البنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يخرجون للشارع والشوارع المجاورة بلا اى فائده
تنهار ناهد وقد عاودها الاحساس بالذنب حيث انها كانت تتمنى موتها ولكن غيابها هذا جعل الجميع يتألم 
اين ذهبت البنت التى لم تكمل عامها الثانى بعد 
اين ذهبت ومن عساه يخطف بنت على قدر ظاهر من التشوه والنفور
ومر على الموضوع سته ايام وآمن الجميع بان اشجان اختفت للابد
ومع مرور الوقت ساد الصمت الحزين المريح العمارة كلها 
وخصوصا مع زيارة للداية ومعها شيخ تبدو عليه مظاهر العلم بهذه الاشياء
وقد افتى هذا الشيخ بان البنت كانت للجن وانهم استردوها عندهم وهذا قضاء الله
استراحت الام واحست ان جبلا قد ازيح تماما من على صدرها وقامو بالاغ البوليس باختفاء الطفلة
وفى يوم من الايام بينما اولاد ناهد فى الخارج مع خالهم الاصغر يلعبون الكرة فى الساحة القريبة
وبينما ناهد تقف فى المطبخ تتطهو الطعام لاولادها 
شعرت بحركة خفيفة الى جوارها وسمعت صوتا مألوفا اشبه بالفحيح
تجمدت وتجمد معها الزمن نفسه
وفى خارج مجال الرؤية تشاهد ناهد كتلة صغيرة تلعب على باب  الحمام المجاور للمطبخ
 تلتفت بسرعة  لتشاهد قدم صغيرة تخطو لداخل الحمام فى لمح البصر
انه صوتها هى اشجان انه لعبها انها قدماها الكبيرة نوعا بالنسبة لسنها
ولكنها هيى
تجرى الام للحمام  ولكنها لا تجد شيئا  تظل واقفة ساهمة  لابد انها خيالات
لابد انها وساوس لابد انها كذلك نعم نعم لابد انها كذلك
تعاود الرجوع للمطبخ ولككنها تشعر ببرد غريب مع انهم فى عز الظهيرة والجو اصلا خانق ورطب
تدخل ناهد المطبخ وما ان تمسك  بسكين التقطيع تجد نفسها فجأه وبلا اى مقدمات داخل الحمام من جديد
تنظر حولها لتجد الحمام مع انها متأكده انها كانت فى المطبخ
تتهم الشرود وتعود مرة اخرى للمطبخ وتنفض عن رأسها تلك الوساوس
من جديد تسمع صوت طرطشة المياه فى البانيو فى الحمام
ولكنها تتذكر ان البانو كان جافا
تدخل الحمام مرة اخرى لتجده مملوؤ لاخره بالمياه بل وتجد المياه نفسها تتحرك بعنف كما لو كان هناك من غادر البانيو لتوه 
يقشعر بدنها ويعاودها احساس له طعم الليل والتراب والكلاب والمقابر
يعاودها احساس بان ابنت موجوده فى المنزل ولكنها لا تراها
تعود  ناهد للصالة فى شقتها وتجلس على كنبة مواجهه لباب الشقة المفتوح دائما
لتسمع صوت خطوات صغيرة على السلم الداخلى للعمارة 
خطوات صاعد هابطة على السلم الواصل للدور السفلى 
تسمع همهمة وفحيح مخلوط بكلمة غير واضحة
تسمع صوت حححححححححححفحفحفحففحفحح  باخحححح با
نعم انها تسمع بقليل من التركيز كلمة بابا من بين كل هذه القرقرة الطفولية والفحيح
بابا؟؟؟؟ 
تقوم ناهد فورا لقطع الشك باليقين خصوصا انها فى وضح النهار
تنظر على السلم 
لا تجد احدا 
ولكنها تجد شخصا يصعد السلم بحذر وخفة
شخصا تعرفه ولا تتوقع حضوره
تجد جابر زوجها نفسه امامها
تشخص ببصرها ناحيته لا تستطيع الكلام وتنظر جيدا على السلم  وراء كتفه العريض
تبحث عن الصوت وعن الطفلة 
ولكن لا صوت ولا طفلة فقط الزوج العائد جابر
 وجدت ناهد زوجها جابر يصعد السلم مطاطئ الرأس نظرت له باشفاق كبير فهو زوجها وابن عمها الرجل الوحيد فى حياتها بعد ابيها الراحل
ينظر جابر لها بانسكار شديد وتفسح له الطريق ليدخل من الباب ثم تتذكر لماذا كانت تنظر على سلم العمارة وانتبهت وثارت اعصابها وتركته يدخل لتنظر مجددا على السلم
ويدور حوار يعرف فيه جابر ان ابنته  اشجان اختفت منذ ايام ولم يعرفو طريهة للعثور عليها واوضحت له ناهد ماذا قال الشيخ عن الجن وعن ابنتها المشوهة وتلقى جابر الخبر بنوع من الارتياح الشديد وبمرور ساعات استعاد الرجل مكانته فى البيت كرب للاسرة المكونه من ثلاث اولاد والام وبمرور اسابيع عاد كل شيء الى طبيعته وتصالحت ناهد مع نفسها ومع زوجها واولادها وعاد الدفء يعشش فى اركان الشقة بعد ان عشش فيه الرعب والحزن لقرابة السنتين ولم تذكر الطفلة اشجان - ابنتهم الغائبة - سوى فى احاديث مقتضبه لمرة او اثنين فاخوتها كانو يخشون شكلها والاب كان رافضا اصلا لوجودها والام قد ارتاحت من اهوالها وشيئا فشيئا سرى نسيم التعايش المعتاد فى العمارة كلها وتم بترحيب الجدة بعودة ابن اخى زوجها وزوج ابنتها الوحديده الى عشه ومع دخول الشتاء شاع الدفء والسرور فى اركان المنزل كأن شيئا لم يكن ورجع الاولاد لمدارسهم ومراكثر من ثلاث سنوات 
استقر جابر شريكا لاكبر اولاد ابو ناهد فى تجارته  بينما تزوج الابن الاكبر ثم تزوج الابن التالى  فى الادوار التالية لشقة ناهد لنصل لعام 1990 
ولناهد ثلاث اولاد اكبرهم بعمر السادسة عشر  واسمه حسام ويليه امجد فى الرابعة عشر ثم  ياسر فى العاشرة ولم يكن علم باحداث اختهم سوى انهم يعرفون انها ولدت مشوهة وعاشت لفترة قصيرة وماتت  وهى طفلة 
كانو يخافونها ولكنهم لم يحتكو ا ابدا بها وكانت حياتهم فى ذلك الوقت مع جدتهم فى الدور الاول
اليوم هو مناسبة سعيده جدا  لان اليوم هو زفاف خالهم مجدى الى عروسه فى الدور الرابع من العمارة ومجدى هو احب اخوالهم اليهم لما يتسم به من الرقة واللين واجادة اكبر قدر من العاب الاطفال
العمارة فى ابهى زينه والجدة تكاد تطير فرحا فهو الابن الاثير لها واكثر اولادها حنانا عليها 
اقيم الفرح امام المنزل كما كان متعارف عليه فى هذا الوقت وجلس مجدى دقيق الملامح الى جانب عروسه فى الكوشة بينما تتلوى الراقصات باكبر قدر من الخلاعة محدثين القدر الاكبر من الاثارة للجمهور وبين هؤلاء الراقصات راقصة بدينه ذات صدر وارداف اسطورية مشهورة فى المنطقه تدعى نورا جنزير
واكانت نورا على علاقة سرية بجابر زوج ناهد وجاءت الفرح لعمل - الواجب - مع صديقها كما هو متعارف عليه
وصلت نورا الى الفرح فى تمام الحادية عشر وجلست قليلا على المسرح بملابسها العادية لتلقى التحية على المعازيم وتبرز اكبر قدر من انوثتها المربربة قبل ان تصعد لبيت المعلم جابر لتغيير ملابسها بملابس اكثر سخونة لتقديم نمرتها 
تدخل نورا جنزير الى المنزل لتستقبها الجدة وناهد بترحاب متحفز وتنظران لها باعتبارها  رمزا  للفجور والانوثه الهرمونية فالمرأه طويلة عريضة تشبه اتوبيس السياحة لها ارداف عالية تصلح كمحطة انتظار للركاب بينما ينهض صدرها  متجها للامام عده اشبار ساقها غليظة طرية بيضاء بلون الحليب  وترشدها ناهد التى كانت فى ابهى حلتها السوداء الوقورة الى غرفتها لتغير ملابسها وبمجرد دخول الراقصة للغرفة خلعت ملابسها بطريقة فجة جريئة امام ناهد التى خجلت منها واشاحت بوجهها واستأذنت فى الخروج ريثما تغير هذه المرأه الهائلة ملابسها  
تطرقع المرأه بلبانة وتتكلم بواسطة عيونها مع حاجبيها الذين لا يستقران ابدا فوق عينيها وتستبدل ملابسها ببدلة رقص حمراء زاهية جدا مضيئة تكاد تخطف الابصار تدخل ناهد عليها لتفاجئ بالمراه وتشيح مرة اخرى بوجهها لترقع نورا ضحكة اشبه   بحارة نساء كاملة يردحن لبعضهن قائلة
هى هى هيييييي مالك ياختى مافتيش رقاصة قبل كده"
تجبيها ناهد بتحفظ  ومجاملة 
ماشفتش اجمل منك يا ست نورا"
تعجب نورا بكلامها وتطرقع بالبانة بفجور قائلة
منحرمش من ذوقك يادلعدى يالا وسعيلى السكة خلينى انزل اشوف شغلى"
تسبقها ناهد على السلم وهى فى ذهول من جرأه المرأه فى الخروج لكل هؤلاء الرجال وهى شبه عارية بل هيى عارية فعلا
فبدلة الرقص تكشف اكثر بكثير مما تخفى 
تخرج نورا وسط صخب يصم الاذان من تحيات وسلامات وزغاريط لتؤدى نمرتها وتستمر فى التلوى والاتيان بحركات داعرة بينما الرجال فى نشوى وسطل وسكر واعجاب بهذا الاتوبيس السياحى الاحمر
وبعد فترة قصيرة صعد العريس بعروسه للطابق الاخير قبل ان
تنتهى نورا من نمرتها بعد قرابة الثلاث ساعات لتصعد مرة اخرى   لشقة جابر تشع سخونه  وعرقها ينساب بين صدرها وافخاذها البيضاء وقد ساحت الزينه عن وجهها وبدت كانها  كانت فى سباق سباحة للافيال مسافات طويلة
ارشدتها ناهد مرة اخرى وطلبت منها الراقصة طلب اضافى
معلش يا روحى ممكن استعمل الحمام عايزة اخد دش لحسن انا ملزقه من كل حته ومش هقدر البس الا لما لمؤاخدة استحمى"
تعجبت ناهد ولكنها لم تعترض وذهب اولا للحمام لتزيل كل بقايا ملابسها هى واولادها ثم خرجت واغلقت باب الشقة عليها لتتركها وحدها بينما خلعت الراقصة كل ملابسها واتجهت عارية تماما للحمام وفى يدها غيارها الداخلى فقط
دخلت الحمام  ولم تغلق الباب ورائها باعتبار انه لا يوجد احد فى الشقة وجلست فى البانيو الخالى من الماء ليمتلئ تماما بلحمها  وشحمها  و فتحت رشاش الماء  بيد بينما تفرك بيدها الاخرى الصابونه على جسدها وشعرها 
 واغمضت عينها تحسبا للرغوة المتوقعة من  فرك الصابونه بالماء 
وظلت تفرك وتدعك وهى مغمضة العين
بينما تقف طفلة فى الخامسة لها شكل مشوه وذات وجه مقسوم مسطح وعيون زجاجية وشفاه مشقوقة  
على  مقربة منها تنظر لها بوحشية  وتركيز وحقد 
بنت ذات جسد مشعر مشقوقة الشفتين اسمها     (اشجان) هل تتذكروها؟؟؟؟؟؟
تتقترب البنت ثم تقف بتصلب وقد اتسعت عيونها بقوة لترمق هذا الجسد الهائل العارى
  وبينما الرغوة تحاصر لحم الراقصة ورأسها  والطفلة البشعة تقترب اكثر واكثر منها
 ثم تصعد الطفلة على حافة البانيو وتقرب وجهها من وجه الراقصة 
تقرب وجهها اكثر واكثر والمرأه مستمرة فى دعك جسدها الهائل وشعر رأسها الذهبى
تتغير النظرة الوحشية للطفلة وتحل محلها نظرة سخرية  مقيته ولكن من حسن الحظ ان نورا تحت طبقات الرغوة تغلق عيونها والا ماتت صعقا من وجه الطفلة  المشعر شديد البشاعة 
وفجاه انقلبت سحنه الطفلة لتصبح اشيه بوجه التيس او العنزرة المذبوحة وقد انزلق لسانها الطويل عبر شفتيها المشقوقة وراحت  تلعق الرغوة من على وجه الراقصة المسكينه وجسدها
والراقصة وجهت يدها لتدعك صدرها وابطها وبطنها المتدلى بينما لسان اشجان يلعق  الرغوة من على شعرها ووجهها  وجسدها
يمتد لسان اشجان بمنتهى الجشع وكأنها تلعق الايسكريم وقد استدارت عيونها  واتسعت وتركزت على وجه نورا المغلق العينين
نورا تغنى اغنية شعبية وهى تمارس الاستحمام وتستمر فى مضع اللبانه وطرقعتها داخل فمها وقد ظهر على وجهها الاستمتاع بالماء بينما اشجان تنهض فجأه لتقف تماما خلف الراقصة بحيث تصبح رأس الراقصة امام بطن اشجان
وتمد يدها ذات الاصابع الغليظة المشوهة وتملس بها على شعر المرأه الطويل المصبوغ
وتعقد اصابعها القبيحة حول اطراف خصل شعر الراقصة الغافلة عن الهول الذى  يوجد معها فى الحمام

تسمع المرأه صوت الباب يفتح بينما تنظر اشجان بحقد شديد نحو باب الحمام وتختفى خلف ظهر نورا الشبيه بكابوت السيارة
تدخل ناهد الشقة بحذر لتفاجأ بالراقصة فى البانيو بينما باب الحمام مفتوح والراقصة عارية تستحم 
ترتبك ناهد من منظر الراقصة وتشيح بوجهها لتسكت نورا عن الغناء وتقول وهى مازلت مغمضة العينين 
مييييييييييييييييييييين الى برااااااااا؟؟
تنحنت ناهد بخجل شديد واستغربت من جرأه المرأه حيث تسأل انه من بالخارج دون حتى ان تمد يدها وتغلق الباب عليها
ناهد :: انا يا ست نورا 
الراقصة : والنبى يا حبيبتى شوفيلى بشكير نضيف    بس هاتيه كبير عشان  اعرف الفه هىهىهىهىىىىى
ناهد بغيظ :: من عينى يا ست نورا بس ياريت تفقلى الباب عليكى لحسن حد من الولاد ييجى ولا ابو حسام يدخل
الراقصة تضحك بفجور :: هى هيى هيىىى ياختى ما يخشو  واللى يبان منى ذكاة  عنى خاللى العيال تتثقف   وتواصل الضحك المستهتر 
تتأفف ناهد منها جدا وتدخل لغرفة النوم وتحضر بشكيرا كبيرا يشبه الملائة  وتدخل للحمام لتضعه على المشبك خلف الباب وتستدير لتخرج حين لمحت شيئا غريبا جدا
بل شيئا مريعا
فلحم المرأه  مبقعا كجلد الزرافة   بضع بقع باهته جدا بلون رمادى خفيف 
اندهشت ناهد جدا ونسيت خجلها ودققت النظر اكثر 
يا ربى الرحيم فلحم الراقصة بالفعل مبقعا  وكل بقعة ضاربة للون غامق 
و و و و و  يا ربى لالالالالالالا هل هذا حقيقى؟؟؟؟؟؟؟؟
ان كل بقعة بها شعيرات كثيفة بلون  البقعة نفسها وكانها وحمة كبيرة مشعرة ولكنها منتشرة تقريبا على كل بطن المرأه وكتفها وساقيها ولكنها لا تدرك بسبب الرغوة والصابون الكثيف
انذعرت ناهد وقررت الخروج فورا من الحمام وترك المرأة تستكمل حمامها 
وحين خرجت وامسكت الباب لتغلقه لمحت  يدا  صغيرة غريبة الشكل تلتصق بإبط المرأه 
لمحتها فى سرعة البرق ثم اختفت بعدها اليد ولكن  من الواضح ان المرأه لا تشعر بكل ما يحدث ويدها تعتصر اللوفة والرغوة تغطيها
خرجت ناهد بعد ان اغلقت الباب
الصخب الناتج من الفرح لا يصدق بينما ناهد
تقف فى صالة الشقة شاعرة بمذاق قديم جدا 
مذاق يعود لاكثر من اربع سنوات 
مذاق  له طعم  التراب ورائحة المقابر مذاق مر و مقبض مألوف جدااااااااااااااااااااااااا
الصخب فى الشارع على أشده بينما ناهد تنتظر كارثة تقع حالا فى حمام بيتها 
بينما الراقصة مستمرة فى فرك الصابون على جسدها المبقع  
وتقف اشجان مرة اخرى وراء المراه تلعق شعر رأسها 
الذى بدأ يتساقط خصلة تلو الاخرى فى قعر البانيو
وبنظرة سريعة لوجه المراه نجد انه تغير تغيرا جذريا
فلون وجهها اصبح كالجزر برتقالى محتقن بينما انبعجت انفها قليلا الى اليمين وسقط شعر حاجبيها تماما 
تقف اشجان فى ابشع صورها تبتسم ابتسامة الخفاش بشفتيها المشقوقه  وجسدها المشعر
وتقترب اكثر واكتر من وجه الراقصة المغمضة حتى تكاد ان تلتقص به 
تبتسم اشجان بسرور الشياطين نفسهم وتفتح فمها  المشقوق على اتساعه
الى ان فتحت الراقصة  نورا جنزير عيونها مرة واحدة
 هل جربت ان تنظر مباشرة فى عين الخوف نفسه ؟؟ هل تخيلت نفسك بوضع هذه المراه؟ هل ظننت ان هذا مستحيل الحدوث ؟
كيف ستكون مشاعرك واحاسيسك؟ 
هل تتجمد؟ هل تصرخ؟ هل تتمنى الموت؟
فتحت الراقصة نورا جنزير عيونها فجأه
وفى ومضة سريعة التقت العينان
عيون مسعورة تنظر لها بتركيز وعلى مسافة لا تتعدى السنتيمترات وعيون مذهولة تساقطت منها الاهداب والحواجب
كلاهما بشع  ومتنافر لاقصى الحدود
وقبل ان تأتى الصرخة المروعة من داخل حمام الشقة
انقطعت الكهرباء عن المنطقة باسرها
وفى هذا التزامن المذهل بين رؤية البشاعة وانعدام الرؤية والصمت المطبق لصخب الفرح
تشهق الراقصة وتطلق زفيرا  ممطوطا مبللا مصحوبا بصرخة عاتية تزلزل ارجاء العمارة
تصرخ المرأه بلا هواده ولا كلل كمن ينزع لسانه من بلعومه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ه ه ه ه ه ه ه
لتنتفض ناهد  وتتأكد  تماما ان الابنه الشيطانية ملتصقة بالمرأة فى الحمام
فى الظلام المفاجئ يتوتر الناس وتتكهرب مشاعرهم  بفعل التزامن العجيب بين انقطاع الضوؤ  والصرخة العاتية للراقصة
 يهرع البعض متخبطا على سلم العمارة غير عالمين بالظبط من اين تاتى الصرخة 
تتحرك ناهد مذعورة الى باب الشقة وتفتحه مولولة لتستقبل زوجها واحد اخوتها وبعض المعازيم الذين هرعو لسلم العمارة
تشتعل القداحات واعواد الكبريت
بينما تسكت الراقصة وكانها ماتت ذعرا فى الحمام
تخرج ناهد خارج الشقة وتقف متجمده على بسطة السلم المواجه للباب
ويدخل الرجال متحسسين طريقم بينما ناهد تبكى بصوت مكتوم وهى على وشك الجنون
 وتتكلم فى اهتزاز واضح
الرقاصة.... فى  فى ... الحم..... فى .. الحمام
يدلف الرجال بسرعة الى الحمام مشعلين اعواد الثقاب والقداحات
ليجدو الراقصة مفتوحة الاعين ذاهلة لا تنطق 
ولكنها مازالت على قيد الحياه تتكلم وتبرطم بكلمات غير مفهومة
يقوم جابر بتغطيتها بالبشكير ويتعاون مع الاخرين فى لفها واخراجها من الحمام
كل هذا فى الظلام الذى أتى فى وقته تماما حتى لا يشاهدون ما آلت له الراقصة من تبدل فى شكلها
يخرجوها للصالة بينما تصعد مساعدتها وتلفها بعباءتها والراقصة  تهذى قائلة
خرجونى من هنا  عايزة امشى من هنا 
يظن الجميع ان ماس كهربيا اصاب الراقصة ويتعاملون معها على هذا الاساس بينما يتجمع المعازيم على باب العمارة وقد تمالكت الراقصة بعضا من اعصابها واصرت على الخروج تماما من العمارة كلها 
تلتف مبللة فى عبائتها وتسرع بالخروج نازلة السلم وتشق طريقها بين الناس المتجمعين لتجرى على سيارة الاجرة المنتظرة لتخرج تماما من المنطقة الغارقة فى الظلام والتوتر 
حصل خير يا جماعة الظاهر الست نورا اتكهربت  هيى فى الحمام
وتدريجيا يسود جو من الطمأنينه والسخرية على الراقصة التى صعقتها الكهرباء فى الحمام
الكل يتكلم ويطمئن بعضه  فى الظلام بينما تقف ناهد وحدها فى الظلام وقد استعادت بكل امانه خوفها السابق
استعادت ذكرى كانت قد نسيتها بفعل الوقت وقد قررت بينها وبين نفسها ان تكتم السر


كنا قد اوضحنا ان العريس قد صعد بعروسه لشقته فى الدور العلوى ولنعود بالوقت قبل ساعات من صعود الراقصة لشقة ناهد بالدور الثانى
يدخل مجدى - العريس- الى شقته  مغمورا بختلف الاحاسيس فهو رجل لين العريكة معدوم التجارب هادئ الطباع منمنم التقاطيع رقيق كعذراء رحيم الطباع وتدخل العروس التى هيى فتاه لم تكمل عامها التاسع عشر مزينه بجمال وبراءة 
ينظر لها مرتبكا وسعيدا بينما تنظر هى دائما للارض يحسر نفسه فى خوف  وتساؤل ولا يملك من الخبرة سوى كلام اصدقائه الرجال الذين ارشدوه بالطريقة الشعبية المعروفة للتعامل مع عروسه ليلة الزفاف
يتصنع الثبات ويقترب منها  بينما هيى مسدلة طرحتها على وجهها الذى يحبه جدا
يقترب اكثر ويضع يده على كتيفيها لتزوغ هى منه  خجلا وارتباكا حقيقيا يبتسم وقد تذكر كلام اصدقائه بان الخجل هو ما يشعل رغبه التلاقى عند الرجل يبتعد عنها ليغلق باب الشقة وينزع حلته السوداء ليبقى بقميصه الابيض وربطة عنقه المفكوكه ويصب بعضا من الخمر الذى اشتراه اصدقاءه له سرا حتى يتجرأ اكثر بينما تدخل العروس الى غرفة النوم وتجلس على الفراش المزين بالملاءات المنقوشة ،، يتجرع مجدى ثلاث كؤوس من الشراب ويقطم بعضا من الفاكهة ويشعل سيجارة ومع مرور الوقت يشعر بانه اكثر حرارة وليونه وتماسك ويبتسم فى سره ممنيا نفسه بليلة رائعة يشعر فيها بسعاده العشاق ويستشعر لذه الامتلاك اخيرا لمرأة طالما حلم بوجودها معه -- صخب الفرح على اشده اسفل العمارة  والمعازيم يلتهبون حرارة مع تلوى لحم الراقصة امامهم بينما عقولهم ذابئة تماما فى محلول البيرة ومتطايرة ايضا بفعل بخار الحشيش انتابه بعض من الاحراج اذ انه يدرك تماما ان الجميع يعرف تماما ما سيفعله بينما لا تفصل بينه وبينهم سوى درجات سلم عمارتهم - ثم ينفض كل هذا الاحراج بفعل  تجرعه لكؤوس الخمر
يدخل مجدى لغرفة النوم ويطفئ النور الابيض الواضح ويشعل لمبة  صغيرة تشع ضوؤا احمرا باهتا كما كان متعارف عليه فى هذا الوقت ويقترب من عروسه الجالسة كما هى بطرحتها على طرف الفراش
يحلس بجانبها ويمد يده ليضمها  ويقبل يديها تستجيب العروس جزئيا له وقد زال بعض من خجلها بعل الضوء الخافت 
ينزل مجدى  ارضا على ركبيته فى مواجهة العروس  وتشتعل فى صدره فرحة غامرة وينطلق لسانه فى عبارات رومانسية تلائم تماما شخصيته الخجولة 
مبروك يا حبيبتى اخيرا بقينا لبعض على طول انا بحبك اوى واوعدك انى اعيش عشان اسعدك
شفتى فرحنا كان زى المولد ازاى انا كنت قاعد فى الكوشة مكسوف لكن كل ما ابصلك احس انى احسن واحد فى الدنيا
تصمت العروس ولا ترد  ويحسب مجدى انه الخجل المتعارف عليه
يواصل حديثه 
ايه مش هتقومى تغيرى فستانك ؟؟؟ تواصل العروس الصمت
يرفع مجدى عينيه الى وجهها المغطى بالطرحة  يتأملها  بسعاده 
ثم............................. ما هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تبدو يداها غامقة اللون هكذا ولما تظهر كل هذه العروق بيدها اذ تبدو وكأنها يد سيده عجوز؟؟
لماذا تبدو وكأنها منحنية الظهر ذات حدبة مقوسة
يسرح مجدى بخواطره وتنتابه بعض القشعريرة  ثم هل صحيح فعلا ان يداها يكسوها شعر خفيف ينفض مجدى تلك الخواطر عن رأسه وعزى ذلك الى تلك الخمر اللعينه ويتماسك مرة اخرة ويمعن النظر فى وجهها عبر الطرحة الشبه شفافة
يمعن اكثر فى ظل الضوؤ الاحمر الخافت
ينظر لشفتيها ليجدها وقد التوت باشمئزاز وقبح غريب وقد التمعت عيونها خلف الطرحة بنظرة كراهية وشراسة عجيبه
 وقد اهتز الضؤ تأخذ ضربات قلبه فى الخفقان بسرعة ويشعر بان الدنيا تدور حوله وقد اهتز الضوؤ الاحمر الباهت متأرجحا بين الاحمر والبرتقالى يمد يده الى يديها مرة اخرى محاولا التغلب على اوهامه  لتنزع العروس يدها منه بقوة وكراهية وتنهض العروس واقفة متحفزة ينظر لاعلى وهو مازال جالسا على الارض ليجدها اكثر طولا من المعتاد يحاول النهوض فلا تطاوعه ساقاه تبتعد العروس عنه ببطء وتدور دورة كاملة حول الفراش بطريقة متخشبة ثم تعود اليه مرة اخرة
وتنحنى بظهرها ليقترب وجهها المغطى من وجهه المذهول الصامت
تقتترب وتقترب  ليصبح الوضع كالآتى -وجه مجدى ينظر لاعلى ووجهها ينظر لاسفل وقد اقتربت المسافة بينهم تماما 
ثم تمد يدها المعروقة لتنزع الطرحة عن وجههابكل شراسة
ليجد مجدى نفسه وجها لوجه مع شيئ آخر غير عروسه الرقيقة
وجه شرس وشفاه ملتوية  باشمئزاز وعيون دائرية بلا رموش  واسنان غاية فى القذارة   وقد لاحظ بان الشعر ينتشر على جبهتها وخدودها وكانها قرد ياخد شكل انسان او العكس
وقبل ان يتجمد ويغيب تماما عن الوعى سمعها تقول بكراهية  وبصوت لزج قبيح
انت عااااااااااااااااااااااايز ايه؟؟؟؟
يطلق مجدى- المسكين- زفرة حااااااااااااااااارة وتنتشر شعيرات بيضاء على فروة رأسه
يغيب تماما عن الوعى وهو راكع الى جوار الفراش وعقله ينهرس تماما من فرط الرعب 
 نظرت لمجدى الجالس بجوارى وقد تقلصت معالمه عند ذكر امه ما حدث معه  فى ليلة الزفاف
ابتسمت عن رغمى وانا اتخيله جاثيا على ركبتيه يتأمل عروسه الجهنمية نظر لى بعتاب وسخرية فكلينا وقع تحت تجربة مهولة بلا شك نظرت له قائلا:
طبعا الجوازة باظت ؟؟
نظر مجدى وسرح بعينه بعيدا قائلاوالقصة على لسان مجدىافقت من اغمائى صباحا ونظرت حولى لاجد عروسى نائمة بفستانها على الفراش فجأه تذكرت فجأة شعرت بالخوف والرهبة اقتربت منها وانا اعمل لها الف حساب  وجدت وجهها هو الذى اعرفه  ولكن مهلا مهلالماذا اصبحت شفتاها اكتر رفعا ولماذا ينتفخ جفناها هكذا انه هو الوجه ولكن معالمه تغيرت لا استطيع الحكم ولكنى اشعر ان شيئا ما مريبا فى وجهها    فجأة فتحت العروس عيونها على آخرهم ونظرت فى وجهى لمده لحظات بشكل من ينظر لشيئ مقزز او مثير للاشمئزاز ثم تبدلت تماما بعد هذه اللحظات ليصبح وجه حبيبتى التى اعرفهاصباح الخير يا حبيبى تظاهرت بالثبات التام
صباح الخير انت نمت زى ال..................هيهىهيىيىى
يانا وقد شعرت بحرج ورعب
قصدك زى الجردل
ضحكت وقامت بدلال لتجرى على الحمام تاركة اياى فى حيرة رهيبة وتاه عقلى بين مصدق ومكذب لما حدث واعرته كاملا لمنطقة اوهامى او منطقة السكر والخمر
عادت وطردتنى خارجا لتقول بدلال : لو سمحت  وجرتنى بقوة نحو باب الغرفة واغلقت الباب كانت جرئية ومعبرة عن نفسها بعكس الفتاه الخجول التى عرفتها واحببتها بل بدت وكأنها الرجل فى موجب الموقف دخلت اغتلست طارحا كل افكارى لتذوب فى الماء وانتعشت فالحقيقة الواقعة اننى عريس يوم صباحيتى والحمد لله لم تبقى العروس على حالها  البشع وكلها مجرد اوهام او حالة من حالات الحسد التى اسمع عنهاووجدتها فى صالة المنزل تجلس لابسة قميص نوم فى منتهى الاغراء تنظر  بجرأة وثقة وجدتنى امام بطلة من ابطال افلام البورنو التى كنت اشاهدها سرا عند صديق كانت تتلوى بفشح وتتبنى اسلوب داعر  تسمرت فى مكانى  فزوجتى التى مازالت عذراء تتراقص امامى فى عرض للاستبتيز وكلما ظهرت على الدهشة والغضب كلما احتقنت بالحقارة والرغبة اقتربت منى وانا ملفوف ببشكير حول وسطى وقد غرقت فى بللى وعرقى تجمعت مقاومتى لاظهار اكبر قدر من الاستنكار والغضب  ف ف ف ف فلمستنى
باقل اقل مساحة بطرف اصبعها السبابة لاقف فى مكانى سعيدا فرحا بل وذليلا تجلت فى عينى نظرة الكلب المخلص تعثرت وانا ادور حولها فى اعجاب حيوانى وقعت ارضا ،عجبنى الوضع  انبهرت بالكارد  وادمنت النظر لها فى هذا الوضع بينما تتوهج عينها بالتسلط اكثر وتمد ساقها  فى تعالى لاقبلها فى استعطاف بينما تئن رجولتى انينا خافتا تئن انين المحتضرين فعروسى العذراء التى لم تكمل العشرين اصبحت كوين او ملكة وانا عبدها الوحيد الذى يلبى وينحنى ويقول حاضر يا ستى وفى المساء زارنا الاهل والانسباء ولكنى لاحظت انها تتعامل بخشوع وخجل واتخذت انا العريس دور العريس الفحل السعيدوسمعتهم يتحدثون عن الكهرباء المقطوع وعن الراقصة خرجت تجرى من المنطقة ولكنى لم اعير للموضوع اى اهتمام فتلك مجرد احداث عرضية فانا اتحرق شوقا لمغادرتهم لارجع كلبا تحت اقدام سيدتى ومولاتى لكم اتشوق لتعذيبى وحرمانى تحت رحمتك انت يا سيدتى وانصرف الاهل تباعا ووقفت اختى  ناهد لتطئمن على مستقبلى واخبرتها بانى سعيد وكل شيء تمام فشاعت فى وجهها الحزين ابتسامة تشجيع وقبلتنى على جبينى وحين ودعتنى حماتى العزيزة وجدتها تنظر الى باندهاش اذ كيف ابدو لها رجلا كاملا وهى من كانت تشكك فى قدرتى بسبب خجلى السابق والمشهور عنى   نظرت لها نظرة رجل داعر وفاجر واستمتعت بخجلها منى لارد اعتبارى المفقود عندها منذ ان عرفتها فهى امرأة محكنه خبيرة بالرجال وتتحدث بفجور  وتتكلم حاجبا قبل عيناواخيرا انصرفو  وكنت طوال الزيارة كمن عليه بيضة او يريد دخول الحمام
دخلت عروسة واسمها ( ستى سلمى) كما احب ان اقوله سرا بينى وبينهااسرعت لغرفة النوم لاجدها تجلس امام المرأه تفك خصلاتها ببطء وتنظر طويلا الى نفسها فى المرآه وكانت تعرف اننى فى وجودها انظر لاسفل خجلا وذليلا نظرت خلسة لاعلى قليلا لاجد شيئا غريبا جدا فصورة ستى سلمى فى المرأه لا تعبر تماما عن حركة ستى سلمى نفسها ولكن حركة اخرى وعندما ووقع بصرى على انعكاسها وانا احملق  تصلبت قليلا ثم اخذت تقلد بشكل غير بارع حركات ستى نفسها كما لاحظت ان ستى سارة غارقة تماما فى التأمل لدرجة انها لم تلاحظ نظرتى الطويلة لها تنحنحت لتنتبه تماما ولتحل صورتها هيى فى الانعكاس ونظرت لى باستعلاء شديد لتأمرنى بان انظف المنزل بعد الزيارة وان اتقن التنظيف لانها لا تحب القذارة واشارتلى باصبعها ان انصرفل
اخرج مسرعا وسعيدا واعيش دور الخادمة الامينه وانا فى قمة السعاده وكلفتنى بشراء شيشة مدندشة  لاستخدامها فانا من يغسل ويطبخ ويقدم فروض الولاء والطاعة بكل اخلاص ولم  وكنت الاحظ وجود بنت صغيرة تشبه الاقزام تزوها باستمرار وكانت تهتم بها جدا وتخدمها بنفسها بل كانت تأمرنى ان اقفز او اجعلها تمتطى ظهرى وبينما انا
لا يسمح لى باكثر من الخدمة الذليلة المهينه ولاشيء اكثر من هذا فلا اشباع لجسدى سوى اللكمات والضرب
فى الوقت الذى كان البيت يغلى تحتنا تماما



انظر له غير مصدق لما قاله بينما الام تنظر له بحسرة  وتمصمص شفيتها  وتقول
مكنتش واخده بالى ابدا من اى حاجة على مجدى شايفاه ربنا هاديه وقاعد على طول فى شقته وقلت ربنا يتمم عليه بالفرح والاستقرار لكن ناهد بقى الله يرحمها كانت فى وادى تانى وحالها اتقلب وبقت زى المجانين ومكناش نعرف ساعتها اللى حصل مع الرقاصة         وسرحت ام ناهد وشخصت ببصرها الى الماضى القريب واخذت ناصية الحديث


تغيرت ناهد بعد حادث الراقصة واصبحت تشك فى اى حركة وتبحث بعيون مذعورة عن اى حركة ومارست حياتها وهى تشعر بنفس شعور الكائن الميكروسكوبى تحت المجهر فهى تحت رقابة دائمة وكرهت ان تكسر اركان المنزل مرة اخرى وتحاملت على نفسها وحملت السر جنينا متوحشا يمزق احشائها بضراوة
وكان حسام ابن ناهد ذو السبع عشر ربيعا رجلا صغيرا فتصرفاته تتسم بالخشونه وصوته غليظا وقد عرف الشعر طريقه لوجهه وهو مازال ابن الرابعة عشر كان ابنا طائشا يكره تماما تعليمات امه ووجدته ويرتبط بجو الاب الفاسد فكما قلنا ان الاب على علاقة صريحة بالراقصة  الغريب ان الاب كان يشجعه بطريقة غير مباشرة اما بالصمت او بالردود الساخرة حين تشكو الام وبالتالى فهو تلميذ فاسد يرسب فى دراسته وكأن الرسوب هو النتيجة الطبيعية وامام نافذه شقتى الوسطى تقبع جارتى (سناء المايعة) وهى سيده مطلقة عده مرات  قتاربنى فى السن ويجوز تكبرنى بعده اعوام تخرج بقميص نومها فى البلكونة التى تقع مباشرة امام شباكنا وكنت دائما اراقبها حتى لا تغوى ابنى المراهق وكنت اتعامل معها باحتقار واذدراء كبير حتى اتجنب اى معاملة بينى وبينها ولم اكن ادرى ان العلاقة قائمة بالفعل من شهور الا  لما شاهدت ابنى يشير لها اشارات من داخل غرفته عبر النافذة وغلى الدم فى عروقى وانقضضت على الولد صارخة كالمجانين والولد يحاول الفكاك من قبضتى وانا فى غير ادراك ولا وعى وبينما اقوم بضربه واهانته قدر ما يستطيع لسانى المتحفظ ألمح فى ركن الحجرة ابنتى اشجان تراقب بعينها الجاحظة المشهد والغريب اننى هذه المرة لم اخف منها بل واصلت نشب اظافرى فى لحم ولدى الكبير الى ان هدأت وتركت الولد يئن  ويبكى وخرجت للشرفة لارتكب ولأول شيئا غريبا جدا وقفت فى الشرفة انادى على جارتى باقصى صوتى وقد خرج من حلقى اجش له رنين غريب فتحت الجارة شرفتها لتنظر لى فى ذهول بينما انهال عليها بالمقذوفات المتلبهة واطعن كل جزء فى شرفها بكل ما اوتيت من قوة وغضب بينما لم تسكت هى وعايرتنى بزوجى وبعلاقته مع الراقصة وتمت الفضيحة بكل تفاصيلها لارى بام عينى ابنتى الشيطانية اشجان تقف غير بعيده عن الجارة فى شقتها تنظر لى باستفزاز وتلوى شفتيها بامتعاض لاقف فورا عن الردح واصمت تماما بينما الجارة تكيل لى من الشتائم ما يهدم مدينه احسست بالغضب يغلى كماء الغلاية ونزلت من فورى متوجهة لبيتها وطرقت الباب بغل وكراهيه كنت لا اتكلم بل كنت صامته لكن جسدى ينتفض بكل رفضى لهذا الواقع الشاذ وسمعت جارتى تصرخ من خلف بابها مستغيثة بالجيران ليتجمع نفر غير قليلين منهم معى امام باب الشقة ويسعو بكل الطرق لتهدئتى وفجأة كما انفعلت هدأئت واحسست ببروده قارصة وعندما ادركت جارتى سكوتى ظنت انه استسلام لتخرج على بلباس منزلها الخفيف وتبصق على وجهى امام الناس لاستعيد كل عداواتى وكرهى دفعة واحده واقفز عليها ممزقة ثيابها ولحمها باظافرى  واسنانى والناس لا حول ولا قوة لا يقدرن على تخليصها منى فى اثناء اتصال  بعضهم  بالشرطة ولم أفق الا وقد وضع الحديد فى يدى وثمة من يقتادنى بعنف الى قسم الشرطة ،امى التى كانت قد عادتت من مشوار قريب تجرى هى وزوجات اخوى بدون سلمى العروس وراء عربة الشرطة 
والمح عربة اسعاف تدخل مولوله بينما اتسائل بذهول بينى وبين نفسى
هل انا سبب كل هذا؟؟؟؟؟

 لم يكن جابر رجلا عاديا فهو يهوى النساء خصوصا من تتمتع بالضخامة والبروز المترهل فهو يقيس المرأه بالكليو جرام فهو كقصاب -جزار- يربت بعينين خبيرتين على الاجزاء الدهنية ليقيس عمق الانوثه فى المرأه ومن هذا المنطلق غرق تمام فى علاقة سرية بالراقصة التى تعرف عليها فى احدى الافراح الشعبية  ينفق ببذخ عليها ويسترضيها حتى تسمح له بالاستضافة الدافئة فى منزلها ---- يدخل جابر احدى العمائر الحديثة فى منطقة العمرانية محملا بعشاء من المشويات والمشروبات الكحولية الغالية ممنيا نفسه بسهرة لها لون فستان الراقصة نفسه  - يدخل الى المصعد فنورا جنزير تسكن فى الدور الاخير - الدور الحادى عشر ومن اعلاه السطوح يرن جرس الباب لتفتح له مساعده الراقصة النحيلة والتى لا يعيرها ابدا اى انتباه مع انها عرضت نفسها بكل صراحة عليه لكنه يراها عجفاء لا تصلح حتى للطبطبةتفتح له -هبه الباب ويلاحظ عليها ابتسامة ترحيب غريبة وتدخله من فوره لغرفة المعيشة حيث تعود  وتقول له ان الست نورا نائمة وستدخل  حالا لتوقظها وتخبرها بمجيئه الغير متوقع- ويرى فى معامله هبه له نوع من السخرية والتشفى ولا يعرف لماذا ولكنه تجاهلها ووضع حمولته على المائدة وقام بخلع جاكتته وتحرر واسترخى وقد اعد نفسه مقدما ليعتذر عما حدث ليلة انقطاع الكهرباء وبانه لا يستطيع كشف اهتمامه بها امام اسرته وانسبائهعادت هبه بعد قليل لتخبره ان الراقصة متعبة ولا تقدر على مقابلته  شعر باحراج وعلل انها مازلت غاضبة من تجاهله لها فى فرح نسيبه مجدى واصر على ان يدخل غرفة نومها بنفسه ليواصل تبريره ويؤكد على غرامه وبالرغم من لمحة السخرية والتشفى فى وجه - هبه- الا انه اخرج ورقة مالية من فئه الخمسين جنيها واعطاها للمساعد وطلب منها شراء سجائر وفرحت هبه بالعطية وانطلقت من فورها لتاتيه بطلبه وتتجاهل رفض سيدتها الراقصة فى المقابلةيتخفف جابر من قميصه ويخلع حذائه ويتسحب داخلا لغرفة نوم الراقصة الغارقة فى ضؤ باهت



نعود لناهد الملقاه فى قسم الشرطة وقد تحجرت عيناها بالدموع وانذعرت كمن فاق من غيبوبة لتجد نفسها فى مكان معادى لا يرحب بها وسمعت كلام امين الشرطة  المتغطرس مع امها واخيها بان لابد من العرض على النيابة المسائية وانهم يشكون فى قواها العقلية فكلهم يا ناهد يدركون انك مجنونة ولن يسمع لكى انسان تقوقعت داخل غرفة التحفظ متخذة وضع التحوصل داخل نفسها لا تدرك اصلا معنى الزمن والانتظار بينما تلعب أشجان على مقربة منها ها انتى يا طفلتى العزيزة المظلومة وقد تخليت عنك قديما لا تحزنى واقتربى من امك الحنون لقد رفضتك وتمنيت موتك اغفرى لى يا حبيبى واعلمى جيدا اننى لطالما اشتقت لبنت  - اغفرى لى قسوتى فانا امك بلا شك تقترب اشجان بسحنتها الشاذه من الام داخل  وتنظر لها بحنان وابتسامة طفولية وتمد يدها للقيد الحديدى المكبل للام تندفع دموع ساخنه من عيون ناهد وتمد يداها المكبلتين الى البين الشيطانية وقد غمرت تماما فى نشوة الامومة بينما تتملص اشجان بطفولة وتضحك ضحكة شيطانية لا تراها الام فجاه يفتح الباب ويدخل امين الشرطة للغرفة ممسكا بلفة طعام ويضعها بجانب ناهد ويقف قبالتها محدثا اياها بينما البنت مازلت ملتصقة بالام وتنظر له بقسوة وجحوظ والغريب انه لا يلاحظ وجود البنتيا ست ناهد الاكل ده جابهولك اخوكى ووصانى عليكى تواصل ناهد النظر لصغيرتها الشيطانية وتلاعبها بيديها المكبلتين بالقيد الحديدى وتبتسم لهاينظر لها امين الشرطة بتمعن وقد ادرك ان المرأه غير طبيعية ويحاول مواصلة الحديثلتتحرك اشجان مقتربة منه بهدوؤ وتلمس بيديها بنطاله ليجد نفسه مبللا تماما بالبول وقد  واصل اندفاع البول عبر بنطاله على الرغم منه وناهد مازالت تنظر بابتسامة لاشجان غير ناظرة له اصلايتكهرب امين الشرطة ويدخل فى ذهول من حاله وقد ابتلت كرامته نفسها بفعل بوله الخاص وقد تكونت بركة الماء الصفراء حول قدميه المهتزتين بفعل الذهول  وهو ينظر لناهد الهادئة المبتسمة شاعرا ان الشياطين تمارس  تتحكم فى كل اعضائه بكل استهتار وجنون بينما تتصاعد موسيقى مدوية فى اذنه اشبه بدق الطبول




مازلت اعشق خدمة سيدتى مازلت اتسول التوبيخ والمذلة تحت اقدام عروسى  العذراء واستجدى لحظة اقتراب من قديمها الجميلة والتى اهوى تدليكها بكل رفق واخلاص وبينما تتضجع هى على كنبة غرفة الصالون المذهب وتدخن الشيشة بكل استرخاء صامته لا تنظر لى بينما اجلس انا تحت اقدامها اخدمها ككلب  وفجأه انفجر جرس الباب متزامنا مع دق شديد عليه تنتبه سيدتى سلمى وتقوم من فورها  مستعيده برائتها لتفتح الباب لتدخل امى مكفهرة الوجه تبحث عنى لتجدنى جالسا ادخن الشيشة ترتبك لحظة حيث كنت اجلس شبه عارى بينما سيدتى تلبس قميصا فاضح ثم تستعيد تماسكها الغاضبانت ايه نايم على ودانك مش حاسس باللى بيحصل تحتكانظر لها فى غباء وارتباك قائلاخير يا امى حصل ايهتنظر لى الام وقد تطار الشرر من عيونها الحنونه غضبااختك خدوها على القسم واتفضحنا بسبب خناقتها مع البت سلمى المايعةانظر لها ببلاهة غير مصدق واقوم ناهضا بتكاسلطب وانا اعملها ايه؟؟تنظر لى امى وتتجمع عصبيتها فى صورة صفعة على وجهى ليتطاير كل الخنوعيابن الكلب يا دلول قاعد تهيص وسايبنا فى النار تخرج الام ناظرة بكراهية لسلمى واعدو فى اثرها على السلم شبه عارى بينما وقفت سلمى تشتعل بالغضب من تركى لها واضعة يدها فى خصرها وقد بدت من عيونها نظرة شيطانية مقيته




يدخل جابر لغرفة النوم الغارقة فى بحر الضوؤ الباهت ليجد الجسد البدين متكوما فى الفراشيقترب منها ويجلس على طرف السرير ويتنحنح  قائلاايه يا ست الكل مش عايزة تقابلينى ليه  انتى زعلانه منى طب وانا ذنبى ايه؟؟تتقلب المرأه بهدوؤ وهى تنظر للجانب الاخر من الفارشيمد يده ليضعها على اردافها الهائلة ويقولوالله والعظيم انا طلعت ولفيتك بالعباية بنفسى واطمنت انك مشيتى ومكنش ينفع اعمل اكتر من كده خصوصا ان ناهد كانت واقفة على السلمويهزها برفق معتذرا الله يلعن ابو الكهربة ويلعن ابو الفرح  نحمد ربنا انك بخيرتستدير المرأه نحوه وتقوم نصف قومة لتنظر له عبر الضوؤ الخافت وتقول بصوت غريباطلع برة يا ابن الزوانىبهت جابر من رد فعل الراقصة الغير متوقع فهو فحل لا يقبل اهانته ابدا من اى امرآه حتى لو كانت عشيقتهوكرد فعل تلقائى للاهانه يصفعها جابر على خدها وهو يشتعل غضبا بينما المرأه تنقض عليه كخرتيت هائجوفى ضوؤ غرفة النوم الضعيف اشتعلت شرارة كراهية وقتال يضريها جابر بكل عدائية بينما تتلقى المرآه الضربات بهياج شيطانى قد انفلت لسانها باقبح الشتائم



فى ذهول قاتل ابتل امين الشرطة وقد عجز عن الحركة بينما ينادى عليه العسكرى من الخارجتدور اشجان وتصفق بيديها بطفولة  بينما يندفع اللعاب والمخاط من انف امين الشرطة وقد عجز تماما عن الحركةيدخل العسكرى ليرمق اغرب مشهد سيتحدث عنه قسم الشرطة طويلةفامين الشرطة الشرس والمشهور بانه اكثر كفاءة من ضباط القسم قد تبول على نفسه امام المتهمة يخرج العسكرى صارخا بينما يندفع باقى افراد القسم ليشاهدو باعينهم انهيار امين الشرطة تحت اقدام المتهمة الغامضةبينما المتهمة نفسها لا تنظر له وقد سخصت ببصرها بعيدا تنظر لما يعجزو جميعا عن رؤيته


اسرعت بالنزول خلف امى وقد احمر وجهى خجلا منها ودخلت ورائها شقتها الارضية لتلقى فى وجهى قميصا وتأمرنى بالتوجه فورا لمحل اخى لابحث عن جابر زوج اختى ناهد الذى لا نعرف اين يوجد الان خرجت من فورى الى الشارع بينما الجيران يتحدثون عن اصابة الجارة الدامية على يد اختى ناهد ويقترب منى احدى الجيران مستفسرا عن سر غيابىاتجاهل سؤاله واجرى فى الشارع متوجها لميدان الجيزة غير عالم بالظبط ما افعله وقد تزاحمت الافكار وتعاركت فى عقلى التائه لاجد اخى الاكبر عائدا وقد اكفهر وجهه ونظر لى  قائلا لو رايح تدور على جابر فهو مش موجود ومش عارف هوه مختفى فين


تدور المعركة الحامية فى غرفة النوم الشبه مظلمة بين نورا وجابر وقد تمسكت المرأة بتلابيب عشيقها بينما يضربها بجنون  ويدفع جابر المراة بعيدا عنه ومد يده ليشعل المصباح الرئيسى فى الغرفة ليجد كارثة قد حلت بصديقة المزاج والليالى الدافئة وقد تمكن منها الغضب الشيطانىتقدمت منه الراقصة ببطء وقد تساقط معظم شعرها كانت بلا حواجب او رموش وقد انطبع على جسدها  الابيض بقع داكنه مشعرة كانت تنتفض غضبا وقد اصبحت كحيوان لم يتم ذبحه بشكل كامل وقد نزف انفها وفمها واصبح مجرد النظر لها عمل بطولى ليتراجع جابر بظهره خارجا من باب الغرفة مذهولا بحالها الغير محتمل حتى ولو بالنظر تقدمت منه الراقصة تنهج من انفها المعووج ويتطاير ريقها مع الشتائم مختلطا بدم المعركة النازف من فمها يتراجع جابر وقد  حل الخوف محل الغضب ومع تقدم الراقصة منه يزداد شعوره ببشاعتها الى ان يصلو للصالة  الكبيرة تمسك الراقصة بزجاجة خمر فاخرة والتى احضرها بنفسه وتقترب منه رافعة اياها لاعلى ويقف هو مذهولا غير مصدق لتضربه بها على رأسه لينفجر الدم على شكل نافورة من نافوخه وليخر على ركبيته  وقد وضع يده المرتجفة على الثقب فى رأسه وتراجع لباب الشقة محاولا الخروج بينما وقفت المرأه تنظر له بغل وحقد يتحامل على نفسه ويفتح الباب خارجا من شقة نورا جنزير عاريا حافيا نازفا مذهولا  وينزل على السلم بينما يتجمع الجيران على ابواب الشقق ليشاهدو فضيحة دامية بينما اغلقت نورا الباب ورائه وقد ارتسمت على شفيتيها الدامية    شبح ابتسامة
وتلاحقت الاحداث بشكل جهنمى غير متوقع
فماذا حدث؟؟
يسالنى البعض عن النهاية بينما اصر انا على التفصيل لان فى قصص الرعب لابد من التفاصيل لابد ان تتخيل نفسك وقد اندمجت تماما مع ابطال القصة وتسائلت كيف سيكون موقفى  لو كنت مكانهم؟؟؟


تغيب ناهد فى ثبات عميق داخل محبسها بقسم الشرطة  تنام نوما عميقا اسودا الى ان تنتبه فجأه على شيء يلتصق بوجهها -
شيئ لزج مبتل  - كثعبان الماء تفتح عيونها ببطء شديد لتجد الكلب الاسود الضخم يلعق وجهها باصرار تنتبه بقوة وخوف شديد ليبتعد عنها الكلب وكأنه يوقظها  لتجد نفسها جالسة فى مكان مألوف لها - نعم تلك الاجواء الزرقاء ورائحة التراب - انها مجددا فى المقابر وقد جلست ارضا واستندت بظهرها الى شاهد قبر ابيها نفسهتنظر امامها لتجد اشجان وقد جلست هى الاخرى ارضا واستندت بظهرها الى الكلب الاسود المقيت تحاول ان تتكلم او تصرخ ولكن الصوت محبوس بشده فى حلقها تنظر برعب الى اشجان التى تكلمت لاول مرة  وهى شاخصة ببصرها الى ناهد
ماما    ماما    انت سيبتينى  ليه  رمتينى ليه ماما   انت بتكرهينى واخواتى كمان بيكرهونى وبابا كان عايز يقلتنى 
ماما كنتى بتتمنى موتى انا بحبك يا ماما ومش هسيبك
تندفع الدموع فى عيون ناهد وتهز رأسها يمينا ويسارا لتقول لتنكر ما تقوله البنت بينما البنت تواصل
 انتى كنتى عايزانى اموت  انتى كنتى بتتمنى موتى يا ماما
تتحدث الطفلة الجهنمية بطريقة طفولية  بريئة ولكنها مليئة بعزم الاطفال وكراهيتهم للاشياءتحاول ناهد النهوض ولكنها عاجزة تماما تقترب الطفلة زاحفة للام الباكية وتمد يدها الصغيرة لصدر الام تطبطب عليه وتقترب بوجهها لتسمح به وجه الام الغارق فى الدموع وتحاول ناهد رفع يدها لتضم صغيرتها ولكنها عاجزة تماما عن ذلك



يا ست ناهد يا ست ناهد  اصحى
 تفتح ناهد عيونها لتجد نفسها فى قسم الشرطة بينما شاويش القسم الكهل يقف امامها ليخبرها بان موعد النيابة المسائية قد حان تقوم معه لتتوجه الى سراى النيابة فى الوقت الذى يجبر الاخ الاكبر لها جارتها سناء بالتنازل عن المحضر بعد ان استرضاها بشكل او بآخر لتعود ناهد للقسم مرة اخرى وتنتظر لتخرج من عرض المباحث الليلى بعد ان رمقها شاويش المباحث باستغراب قائلا
يا بنتى قوليلى انت عملتى ايه للامين عماد؟
تنظر له غير فاهمة فيواصل
 احنا عارفين انه قليل الادب ومش كويس لكن ايه اللى حصله وهو واقف ادامك ؟انتى فيكى شيء لله
 بعد تمام الاجراءات تخرج ناهد من القسم مع اخيها الاكبر  وفى الطريق يخبرها بهدوؤ ان جابر اصيب فى العمرانية فى رأسه وانه اطمئن عليه وترك ابنها حسام فى صحبته فى المستشفى تلقت ناهد الخبر بصمت وغضب خاصة بعد ما ذكر عن علاقته بالراقصة البدينة ولم تعر الموضوع اهتماما بل صمتت تماما



مستشفى ام المصريين العام حيث يرقد جابر ورأسه ملفوف بالضمادات فى شبه غيبوبة  العنبر غارق فى السكون بينما يجلس حسام ابنه على طرف السرير مرافقا لابيه المصابالوقت: الساعة الواحده بعد منتصف الليل والسكون يلف العنابر وقد نامت الممرضات وغاب الاطباء تململ حسام فى جلسته وقاوم النعاس عده مرات   المكان هادئ جدا ورائحة المستشفى غارقة فى المرض والمطهرات يقوم حسام من جلسته الغير مريحة ليتجه الى دورة المياه الواقعة آخر الممر للعنابر كلها يمشى ببطء ويمد يده مخرجا علبه سجائره السريةالردهات ساكنه وصوت خطوته يحدث صدى وقد نام المرضى واغلقت ابواب العنابر
لماذا يشعر حسام بكل هذا التوتر بل انه يشعر بان احدا يمشى خلفه توقف عده مرات لينظر خلفه ولكنه لم يجد احدايواصل التحرك ناحية دورة المياه بينما يلمح بسرعة خيال لجسد طفله صغيرة تختفى داخل احدى العنابر المصفوفة على جانبى الممر وعندما يصل لهذا العنبر بالذات يجد بابه مفتوحا ولكنه خالى تماما من المرضى  ومن الطفلة التى لمحها ويشعر بدبيب الخوف فى قلبه الشاب ولا يعرف لهذا سببا يدخل الى دورة المياه الغير نظيفة تماما ليقضى حاجته   يجدها خاوية تماما بينما تصطف الحمامات الصغيرة فى صف مكون من سبع حمامات مفتوحة الابواب يختار حسام اخر الابواب ويدخل ويغلق بابها القصير نوعا عليه ويخلع بنطاله ويجلس على قاعده الحمام مشعلا سيجارة ينفث حسام دخان السيجارة مرارا وهو جالس بينما لا صوت الا صوت قطرات المياه تتسرب من مواسير دورة المياه المنهكة محدثة صوتا له صدى توك   توك   توك توك وبينما حسام مستمتع بتدخين سيجارته داخل الحمام يسمع صوتا غريبا شاذا توقفت له شعريات جسمه قبل رأسه
آه ه ه ه ه ه ه ه  ه ه مممممممم آه ه ه ه ه ه  ه ه
 ثم يسمع صوت قدمين تزحف متوجهه لدورة المياه - خطوات ثقيله جدا كمن يجر شيئا ثقيلا على الارض مصحوبا بذلك الصوت المكتوم من الآهات والهمهمة الحلقية المفزعة يتجمد حسام خوفا مع انه يتصور انه لاحد المرضى وقد صحا من نومه ليقضى حاجته صوت الاقدام الثقيلة  غريب جدا خطوة ثم صوت زحف ثم خطوة ثم صوت زحف ووقع الخطوة والصوت يمثلان شيئا ثقيل جدا جداتقترب الخطوات وقد اصبحت داخل دورة المياه بالفعل  تقف الخطوات بينما ظلا اسودا كبرا قد غلف معظم معالم دورة المياه ثم ينطلق صوت الآهات بعمق وتركيز اكبر
آآآآآآآآآآآآآآآه  هممممممممممم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه همممممممممممم
يتجمد حسام فى جلسته ويرمى بسيجارته  على الارض المبتلة لتحدث صوت خافت جدا تششششششششترتجف الخطوات الشاذه وتواصل زحفها نحو       نحو    نحو الحمام الذى يجلس فيه عماد بالذات  والذى اقشعر بدنه بالكامل وهو ينظر اسف فتحة الباب القصير ليجد ظلا كبيرا يسبق وصول هذه الاقدام لمجال رؤية حسام ثم ببطء وتركيز تدخل هذه الاقدام مجال الرؤية اسفل باب الحمام الصغير ليفزع حسام فزع عمره



رجعت الى سيدتى ومولاتى سلمى بعد ان تركت امى واطمأننت الى تصرف اخى الاكبر تجاه ناهد وزوجها جابر  وبكل الطرق حاوت استرضاء امى الغاضبة منى حتى لانت قليلا واستأذنتها فى الصعود لشقتى  فأذنت بعد ان القت على محاضرة فى الرجولة وحب العائلة وبان الرجل لابد ان يكون حازما فى بيته حتى لا تركبه زوجته -آه يا امى لو تعملين اننى مجرد  بساط مفروش على الارض تخطو عليه عروسى العذراء-دخلت شقتى لاجدها سابحة فى ضوء احمر باهت ووجدت عروسى وسيدتى سلمى وقد وقفت فى غرفة الصالون متصلبة النظرة قاسية الملامح جدا وكانها  الصنم هبل الذى كان يعبده قوم قريش - نظرت لاسفل وانا اقترب منها فى كل خنوع فاشارت لى بان اركع فركعت  فرفعت قدميها الجميلتين ووضعتها على كتفى وضغطت لانام تماما ولامس خدى الايمن بساط الغرفة لتحرك عروسى قدميها وتضعها على خدى الايسر وتدوس بكل قواها  على وجهى فى  تستمر فى الضغط المغلول وانا خاضع تماما لها ثم تركتنى وذهبت تمشى ببطء وثقة الى غرفة النوم بدون اى كلام ولا حتى اوامر لاظل انا فى وضعى هذا الى ان نادتنى بصوت آمر ان اخلع ملابسى فنهضت وخلعت معظم ملابسى  وامرتنى بالزحف الى حيث هى تقف شامخة قاسية وانا لا اجرؤ حتى بالنظر الى وجهها القاسى الا اننى لمحت فى يدها حبلا من حبال الغسيل انحنت نحوى وطلب منى ان الف الحبل حول عنقى واربطه ففعلت وامسكت هيى طرف الحبل الاخر واخذت تتجول ف الشقة بينما انا ازحف على اربع خلفها كالكلب ثم شعرت بوزن وضع على ظهرى لجسد صغير ليس هو جسد عروسى بل لجسد طفله وقد امتطنى كما يمتطى الناس الحمار لم اجرؤ على النظر لاعلى ولكنى لمحت قدما مشعرة صغيرة واحسست بماء يغلى داخل عروقى وخوف رهيب لدرجة انه قذفتها من على ظهرى وانتفضت واقفا لاواجه زوجتى الشيطانه ومعها بنت فى غاية البشاعة مشعرة الوجه حاقده النظرات غلى الدم فجأه فى عروقى واعترانى احساس بالغل والغضب الاعمى وهجمت على عروسى عازما قتلها  غابت النظرة المسيطرة عن عيون سلمى وحل محلها نظرة حيرة وكأنها افاقت من كابوس وبينما اتقدم منها لاهجم عليها هجمت البنت الصغير على ساقى لتعضنى فى ركبتى بقسوة وكأنها حيوان مفترس  وبينما احاول دفع هذه البنت عن ساقى اندفع الدم من ركبتى بينما وقعت على الارض وقد شعرت ان ساقى قد بترت من جذورها صرخت بعنف بينما شاهدت سلمى وقد تجمدت فى ذعر والتصقت بالحائط وقد ظهر فى عيونها خوف لم ارى مثله بينما اختقت تلك البنت الصغيرة تماما من محيط الشقة



يتجمد حسام وقد دخلت الاقدام مجال رؤيته   قدم واحده فقط ضخمة وكأنها لعملاق  متورمة ممتلئة بالبثور والقيح بشعة لا تقدر العين على الحملقة فيها ارتعب الولد واهتز كيانه تماما بينما تلونت بعض خصلات شعره باللون الابيض واخذ فى ضرب وجهه بيده بقوه بينما يئن بصوت مكتوم وكانه جن تماما توقف الصوت بينما القدم  العملاقة لا تزال هناك وتوقف معها الزمن تماما ثم اخذ يدق الباب بعنف  لينفتح الباب  مخلوعا من مفاصله ليجد حسام نفسه وجها لوجه مع كائن عملاق لا يمت للبشر بصلة كان لشبه رجل يمشى على قدم واحده بشعة بينما تتدلى قدمه الثانية على الارض وتظهر اطول من الاخرى فى منظر فى منتهى البشاعة ينظر الكيان المرعب فى عيون حسام ويقترب منه داخلا عليه الحمام بينما حسام يهتز بعنف  الاضواء تتراقص بجنون بينما يمد الكيان البشع يدا قبيحة ليمسك بكتفه يطلق حسام صرخة مزلزلة  وينهار مكوما على الارض بينما الكيان يخرج تاركا الولد وقد تحول الى تموذج للانهيار والرعب    






تعود ناهد للبيت لتقابلها الام بالعناق والدموع وتجرها جرا الى شقتها بالدور الاول  ولتجد ناهد ابنيها الاخرين وقد ناما عند جدتهما نظرت لم بحنان واجهشت بالبكاء فى حضن امها بينما الام تحاول التخفيف عنها وتسألها لماذا يا حبيتى

تجلس ناهد بجانب الام الحزينه على ابنتها وترتب على صدرها وكتفيها بحنان الامومة البالغ
يابنتى ايه اللى نابك بس؟ قوليلى مالك؟؟ بتعملى ليه كده؟؟ فهمينى انا امك
تنظر لها ناهد من خلال الدموع ولا تتكلم تعاود الام الالحاح انها تريد ان تعرف ما يحدثتنظر لها ناهد طويلا ثم تبدأ فى قص الاحداث على امها باقتضاب وتروى لها زيارة المقابر والكلب الاسود وعودة اشجان بينما الام ذاهلة تبسمل وتحوقل رافضة كل هذا الرعب تتوقف ناهد عن الحديث وتنظر جانبا لتلمح اشجان وقد جلست متربعة  تنظر لها بتركيز بينما الام وقفت بحزم قائلة
لا لا لا ده شيء ميتسكتش عليه ابداالبيت فيه عفاريت يا ناهد  من ساعة ولاده البنت دى وانا حاسة ان فيه جن ماسك فيكى
تنظر ناهد للام برفض بينما تستمر الام فى اندفاعها
انا مش هسكت انا لازم اشوف شيخ ولا حتى قسيس يصرف البلوى دى عننا
تنظر ناهد بخوف للام ثم تنظر ناحيه اشجان لتجدها وقد تكوت عيناها كراهية
تنظر ناهد لامها بكراهية مماثلة لنظرة اشجان وتطيح بالمائده الصغيرة وما عليها من اطباق واكواب وتصرخ فى وجه امها بكل حقد
اخرسى يا ولية يا خرفانه انا مش طايقة ابص فى وشك
يصحو اولاد ناهد من النوم مذعورين بينما تنظر الام لناهد بذهول وتقول
بتشتمينى يا ناهد؟؟
ناهد وقد بلغت من الهياج حد خطير  وقالت من بين اسنانها
واجرجرك من شعرك يا ارشانه طول عمرك بتكرهينى وتغيرى منى
تبتعد الام عن ناهد وتلتصق بالحائط بينما تتوجه ناهد صاعده لشقتها غير مبالية بدموع الذهول الصادرة من الام




انظر للام فى ذهول قائلا
 حسيتى بايه يا يا نينة وانتى شايفة ناهد بالشكل ده؟
قالت حزنت وبكيت واتاكدت ان بنتى اتمست من شيطان او جن وقررت انى لازم اعمل حاجة لانى شايفاها بتضيع منى وخصوصا انها بقت متخرجش من البيت وبتنام كتير جدا واهملت فى متابعة ولادها خصوصا حسام اللى جابوه من المستشفى هو كمان وحاله غير الخال شعر راسه ابيض وشكله وحش وساكت
 استنيت بس لما جابر يقوم من مرضه وقلت لازم اعمل حاجة خصوصا ان الموضوع ابتدى يطول الولدين التانيين كمان

دى كانت ايام سودا عرفنا فيها طعم الرعب والفزع خصوصا بعد ما رجع جابر من المستشفى ورجعو اتلمو تانى فى شقتك اللى فوق
البقية فى الجزء التالى  --- مع احداث شقة الهرم
تامر عطوة

 القصة  بكل تفاصيلها تخضع تماما لقانون الملكية الفكرية للمؤلف
بقرار مجلس الوزراء رقم 497 لسن 2005 والقرار الوزارى رقم 334 لسنه 2005   قسيمة توريد 0180771

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة إستراحة بلو ويب 2014 - 2015